|
١٠ { ان الذين يبايعونك } المبايعة باكسى بيع ويا بيعت وعهد كردن اى يعاهدونك على قتال قريش تحت الشجرة وبالفارسية بدرستى كه آنانكه بيعت ميكنند باتودر حديبية سميت المعاهدة مبايعة تشبيها بالمعاوضة المالية اى مبادلة لمال بالمال فى اشتمال كل واحد منهما على معنى المبادلة فهم التزموا طاعة النبى عليه السلام والثبات على محاربة المشركين والنبى عليه السلام وعدلهم بالثواب ورضى اللّه تعالى قال بعض الانصار عند بيعة العقبة تكلم يا رسول اللّه فخذ لنفسك ولربك ما أحببت فقال عليه السلام ( أشترط لربى ان تعبدوه ولا تشركوا به شيأ ولنفسى أن تمنعونى ومما تمنعون منه انفسكم وابناءكم ونساءكم ) فقال ابن رواحة رضى اللّه عنه فاذا فعلنا فما لنا فقال ( لكم الجنة ) قالوا ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل { انما يبايعون اللّه } يعنى ان من بايعك بمنزلة من بايع اللّه كأنهم باعوا انفسهم من اللّه بالجنة كما قال تعالى { ان اللّه اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة } وذلك لان المقصود ببيعة رسوله هو وجه اللّه وتوثيق العهد بمراعاة او امره ونواهيه قال ابن الشيخ لما كان الثواب انما يصل اليهم من قبله تعالى كان المقصود بالمبايعة منه عليه السلام المبايعة مع اللّه وانه عليه السلام انما هو سفير ومعبر عنه تعالى وبهذا الاعتبار صاروا كأنهم يبايعون اللّه وبالفارسية جزين نيست كه بيعت ميكنند باخداى جه مقصود بيعت اوست وبراى طلب رضاى اوسث . قال سعدى المفتى الظاهر واللّه اعلم ان المعنى على التشبيه اى كأنهم يبايعون اللّه وكذا الحال فى قوله { يد اللّه فوق ايديهم } اى كأن يد اللّه حين المبايعة فوق ايديهم حذف اداة التشبيه للمبالغة فى التأكيد وذكر اليد لاخذهم بيد رسول اللّه حين البيعة على ما هو عادة العرب عند المعاهدة والمعاقدة وفيه تشريف عظيم ليد رسول اللّه التى تعلو أيدى المؤمنين المبايعين حيث عبر عنها بيد اللّه كما ان وضعه عليه السلام يده اليمنى على يده اليسرى لبيعة عثمان رضى اللّه عنه تفخيم لشأن عثمان حيث وضعت يد رسول اللّه موضع يده ولم ينال تلك الدولة العظمى احد من الاصحاب فكانت غيبته رضى اللّه عنه فى تلك الوقعة خيرا له من الحضور وقال بعضهم فيه استعارة تخييلية لتنزهه تعالى عن الجارحة وعن سائر صفات الاجسام فلفظ اللّه فى يد اللّه استعارة بالكناية عن مبايع من الذين يبايعون بالايدى ولفظ اليد استعارة تخييلية اريد به الصورة المنتزعة الشبيهة باليد مع ان ذكر اليد فى حقه تعالى لاجتماعه مع ذكر الايدى فى حق الناس مشاكلة ازداد بها حسن التخييلية ثم ان قوله { يد اللّه فوق ايديهم } على كل من القولين تأكيد لما قبله والمقصود تقرير أن عقد الميثاق مع الرسول كعقده مع اللّه من غير تفاوت بينهما وحقيقته ان اللّه تعالى لو كان من من شأنه التمثيل فتمثل للناس لفعل معه عين ما فعل مع نبيه من غير فرق فكان العقد مع النبى صورة العقد مع اللّه بل حقيقته كما ستجيء الاشارة اليه وقال الراغب فى المفردات يقال فلان يد فلان اى وليه وناصره ويقال لاولياء اللّه هم ايدى اللّه وعلى هذا الوجه قال اللّه تعالى { ان الذين يبايعونك } الآية ويؤيد ذلك ما روى ( لا يزال العبد يتقرب الى بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذى يسمع به ويده التى يبطش بها ) انتهى فيكون المعنى قوة اللّه ونصرته فوق قوتهم ونصرتهم كأنه قيل ثق يا محمد بنصرة اللّه لك لا بنصرة اصحابك ومبايعتهم على النصرة والثبات وقال بعضهم اليد فى الموضعين بمعنى الاحسان والصنيعة فالمعنى نعمة اللّه عليهم فى الهداية الى الايمان والى بيعة الرضوان فوق ما صنعوا من البيعة كقوله تعالى { بل اللّه يمن عليكم أن هداكم للايمان } وقال السدى يأخذون بيد رسول اللّه ويبايعونه ويد اللّه اى حفظ تلك المبايعة عن الانتقاض والبطلان فوق ايديهم كما ان احد المتبايعين اذا مد يده الى الآخر لعقد البيع يتوسط بينهما ثالث فيضع يده على يديهما ويحفظ يديهما الى أن يتم العقد لا يترك واحدا منهما ان يقبض يده الى نفسه ويتفرق عن صاحبه قبل انعقاد البيع فيكون وضع الثالث يده على يديهما سببا لحفظ البيعة فلذلك قال تعالى { يد اللّه فوق ايديهم } يحفظهم ويمنعهم عن ترك البيعة كما يحفظ المتوسط ايدى المتبايعين وقال اهل الحقيقة هذه الآية كقوله تعالى { من يطع الرسول فقد اطاع اللّه } فالنبى عليه السلام قد فنى عن وجوده بالكلية وتحقق باللّه فى ذاته وصفاته وافعاله فكل ما صدر عنه صدر عن اللّه فمبايعته مبايعة اللّه كما ان اطاعته اطاعة اللّه سلمى قدس سره فرموده كه اين سخن درمقام جمعست وحق سبحانه مرتبة جمع را براى هيج كس تصريح نكرده الا براى آنكه اخص واشرف موجوداتست . ولهذا السر يقول عليه السلام يوم القيامة ( امتى امتى دون نفسى نفسى ) لانه لم يبق فيه بقية الوجود اصلا وفيه اسوة حسنة للكمل من افراد امته فاعرف جدا فمعنى { يد اللّه فوق ايديهم } اى قدرته الظاهرة فى صورة قدرة النبى عليه السلام فوق قدرتهم الظاهرة فى صور ايديهم لانه مظهر الاسم الاعظم المحيط الجامع وكل الاسماء تحت حيطة هذا الاسم الجليل فيدالنبى عليه السلام مع غيره كيد السلطان مع ما سواه وهو أى قوله { يد اللّه فوق ايديهم } زيادة التصريح فى مقام عين الجمع لحصول هذا المعنى الاطلاقى مما قبله والحاصل ان اللّه تعالى جعل نبيه صلّى اللّه عليه وسلّم مظهرا لكمالاته ومرءآة لتجلياته ولذا قال عليه السلام ( من رآنى فقد رأى الحق ) ولما فنى عليه السلام عن ذاته وصفاته و أفعاله كان تائبا عن الحق فى ذاته وصفاته وأفعاله كما قيل ( ع ) نائبست ودست اودست خداى . وفى هذا المقام قال الحلاج انا الحق وابو بزيد سبحانى سبحانى ما اعظم شانى وابو سعيد الخراز ليس فى الجبة غير اللّه قال الواسطى اخبر اللّه بهذه الآية ان البشرية في نبيه عارية واضافة لا حقيقة يعنى فظاهره مخلوق وباطنه حق ولذا يجوز السجدة لباطنه دون ظاهره اذ ظاهره من عالم التقييد وباطنه من عالم الاطلاق واذا كانت الصلاة جائزة على الموتى فما ظنك بالاحياء فاعرف جداً فانه انما جازت الصلاة على الموتى لاشتمالهم على حصة من الحقيقة المحمدية الجامعة الكلية { فمن نكث } لنكث نقض نحو الحبل والغزل استعير لنقض العهداى فمن نقض عهده وبيعته وأزال ابرامه واحكامه { فانما ينكث على نفسه } فانما يعود ضرر نكته على نفسه لان الناكث هو لا غير { ومن اوفى بما عاهد عليه اللّه } بضم الهاء فانه ابقى بعد حذف الو او اذ اصله هو توسلا بذلك الى تفخيم لام الجلالة اى ومن اوفى بعهده وثبت عليه واتمه { فسيؤتيه أجرا عظيما } هى الجنة وما فيها من رضوان اللّه العظيم والنظر الى جماله الكريم ويحتمل ان يراج بنكث العهد ما يتناول عدم مباشرته ابتدآء ونقضه بعد انعقاده لما روى عن جابر رضى اللّه عنه انه قال بايعنا رسول اللّه بيعة الرضوان تحت الشجرة على اموت وعلى ان لا نفر فما نكث احد منا البيعة الاجد بن قيس وكان منافقا احتبأ تحت ابط بعيره ولم يسر مع الفوم اى الى المبايعة حين دعوا اليها . در موضح آورده كه سه جيز راجع باهل آن ميشوديكى مكركه ولا يحيق المكر السيئ الا بأهله دوم ستم كه انما بغيكم على انفسكم سيوم نقض عهدكه فمن نكث غلى نفسه و درعهدوبيمان كفته اند . بيمان مشكن كه هر كه بيمان بشكست . ازباى درافناد وبرون رفت زدست . آنراكه بدردست بودبيمان الست . نشكسته بهيج حال هرعهدكه بست ( كما قال الحافظ ) ازدم صبح ازل تا آخر شام ابد . دوستى و مهر بريك عهد ويك ميثاق بود ( وقال ) بيمان شكن هر آينه كردد شكسته حال . ان العهود لدى اهل النهى ذمم . قال بعض الكبار هذه البيعة نتيجة العهد السابق المأخوذ على العباد فى بدء الفطرة فيضرهم النكث وينفعهم الوفاء قال الشيخ اسمعيل بن سودكين فى شرح التجليات الاكبرية قدس اللّه سرهما المبايعون ثلاثة الرسل والشيوخ الورثة والسلاطين والمبايع فى هؤلاء الثلاثة على الحقيقة واحد وهو اللّه تعالى وهؤلاء الثلاثة شهود اللّه تعالى على بيعة هؤلاء الاتباع وعلى هؤلاء الثلاثة شروط يجمعها القيام بأمر اللّه وعلى الاتباع الذين بايعوهم شروط يجمعها المتابعة فيما امروا به فاما الرسل والشيوخ فلا يأمرون بمعصية اصلا فان الرسل معصومون من هذا والشيوخ محفوظون واما السلاطين فمن لحق منهم بالشيوح كان محفوظا ولا كان مخذولا وما هذا فلا يطاع فى معصية والبيعة لازمة حتى يلقوا اللّه تعالى ومن نكث الاتباع من هؤلاء فحسبه جهنم خالدا فيها لا يكلمه اللّه ولا ينظر اليه وله عذاب أليم هذا كما قال ابو سليمان الداراتى قدس سره هذا حظه فى الآخرة واما فى الدنيا فقد قال ابو يزيد البسطامى قدس سره فى حق تلميذه لما خالفه دعوا من سقط من عين اللّه فرؤى بعد ذلك مع المخنثين و سرق فقطعت يده هذا لما نكث اين هو ممن وفى بيعته مثل تلميذ الدارانى قيل له ألق نفسك فى التنور فألقى نفسه فيه فعاد عليه بردا وسلاما هذه نتيجة الوفاء انتهى. يقول الفقير ثبت بهذه الآية سنة المبايعة واخذ التلقين من المشايخ الكبار وهم الذين جعلهم اللّه قطب ارشاد بأن اوصلهم الى التجلى العينى بعد التجلى العلمى اذ لا فائدة فى مبايعة الناقصين المحجبين لعدم اقتدارهم على الارشاد والتسليك وعن شداد بن اوس وعبادة بن الصامت رضى اللّه عنهما قالا كنا عند رسول اللّه عليه السلام فقال ( هل فيكم غريب ) يعني اهل كتاب قلنا لا يا رسول اللّه فأمر بغلق الباب فقال ( ارفعوا ايديكم فقولوا لا اله الا اللّه ) فرفعنا ايدينا ساعة ثم وضع رسول اللّه يده ثم قال ( الحمد لله اللهم انك بعثتنى بهذه الكلمة وامرتنى بها ووعدتنى عليها الجنة انك لا تخلف الميعاد ) ثم قال ( أبشروا فان اللّه قد غفر لكم ) كما فى ترويح القلوب لعبد الرحمن البسطامى قدس سره وعن عبد الرحمن بن عوف بن مالك الاشجعى رضى اللّه عنه قال كنا عند رسول اللّه تسعة او ثمانية او سبعة فقال ( الا تبايعون رسول اللّه ) وكنا حديثى عهد ببيعته فقلنا قد بايعناك يا رسول اللّه قال ( الا تبايعون رسول اللّه ) فبسطنا ايدينا وقلنا على مم نبايعك قال ( أن تعبدوا اللّه ولا تشركوا به شيأ وتقيموا الصلوات الخمس وتطيعوا ) واسر كلمة خفية ( ولا تسألوا الناس ولقد رأيت بعض اولئك النفر يسقط سوط احدهم فلا يسأل احدا يناوله اياه ) رواه مسلم والترمذى والنسائى كما فى الترغيب والترهيب للامام المنذرى رحمه اللّه وعن عبادة بن الصامت قال اخبرنى ابى عن ابيه قال بايعنا رسول اللّه على السمع والطاعة فى العسر واليسر والمنشط والمكره وان لا ننازع الامر اهله وان نقول بالحق حيث كنا ولا نخاف فى اللّه لومة لائم كما فى عوارف المعارف للسهرور دى قدس سره وقوله وان لا ننازع الامر اهله اى اذا فوض امر من الامور الى من هو اهل لذلك الامر لا ننازع فيه ونسلم ذلك الامر له وقوله حيث كنا اى عند الصديق والعدو والاقارب والاباعد كما فى حواشى زين الدين الحافى رحمه اللّه واخذ من التقرير المذكور أخذ اليد فى المبايعة وذلك بالنسبة الى الرجال دون النساء لما روى ان النساء اجتمعن عند النبى عليه السلام وطلبن ان يعاهدهن باليد فقال ( لا تمس يدى يد المرأة ولكن قولى لامرأة واحدة كقولى لمائة امرأة ) فبايعهن بالكلام ثم طلبن منه البركة فوضع يده الشريفة فى الماء ودفعه اليهن فوضعن ايديهن فيه كذا ذكره الشيخ عبد العزيز الديرينى فى الرورضة الانيفة وكذا فى ترجمة الفتوحات حيث قال ورسول عليه السلام وفات كرد ودست او بهيج زن ن محرم نرسيد وبازنان مبايعة بسخن مى كرد وقول اوبايك زن جنان بودكه باهمه انتهى وقال فى انسان العيون بايعه عليه السلام ليلة العقبة الثانية السبعون رجلا وبايعه المرأتان من غير مصافحة لانه صلّى اللّه عليه وسلّم كان لا يصافح النساء انما كان يأخذ عليهن فاذا احرزن قال ( اذهبن فقد بايعتكن ) انتهى وفى الاحياء ويجب منع النساء من حضور المساجد للصلاة ولمجالس الذكر اذا خيفت الفتنة اذ منعتهن عائشة رضى اللّه عنها فقيل لها ان رسول اللّه ما منعن من الجماعات فقالت لو علم رسول اللّه ما أحدثن بعده لمنعهن انتهى فحضورهن مجالس الوعظ والذكر من غير حائل يمنع من النظر اذا كان محظورا منكرا فكيف مس ايديهن كما فى مشيخة هذا الزمان ومبتدعته وربما يمسون المسك لاجل النساء اللاتى يحضرن مجالسهم ويبايعنهم كما سمعناه من الثقات والعياذ باللّه تعالى ولنعد الى تحرير المقام قال ابو يزيد البسطامى قدس سره من لم يكن له استاذ فأمامه الشيطان وحكى الاستاذ ابو القاسم القشيرى عن شيخه ابى على الدقاق قدس سرهما انه قال الشجرة اذا نبتت بنفسها من غير غارس فانها تتورق ولا تثمر وهو كما قال ويجوز أنها تثمر كالاشجار التى فى الاودية والجبال ولكن لا يكون لفاكهتها طعم فاكهة البساتين والغرس اذا نقل من موضع الى موضع آخر يكون احسن واكثر ثمرة لدخول التصرف فيه وقد اعتبر الشرع وجود التعليم فى الكلب المعلم وأحل ما يقتله بخلاف غير المعلم وسمعت كثيرا من المشايخ يقولون من لم ير مفلحا لا يفلح ولنا فى رسول اللّه اسوة حسنة فأصحاب رسول اللّه تلقوا العلوم والآداب من رسول اللّه كما روى عن بعض الصحابة علمنا رسول اللّه كل شئ حتى الخراءة بكسر الخاء المعجمة يعنى قضاء الحاجة فلا بد لطالب الحق من اديب كامل واستاذ حاذق يبصره بآفات النفوس وفساد الاعمال ومداخل العدو فاذا وجد مثل هذا فليلازمه وليصحبه وليتأدب بآدابه ليسرى من باطنه الى باطنه حال قوى كسراج يقتبس من سراج ولينسلخ من ارادة نفسه بالكلية فان لتسليم له تسليم لله ولرسوله لان سلسلة التسليم تنتهى الى رسول اللّه والى اللّه ( فى المثنوى ) كفت طوبى من رآنى مصطفى. والذى يبصر لمن وجهى رأى . جون جراغى نور شمعى راكشيده هركه ديدانرا يقين آن شمع ديد . همجنين قاصد جراغ ارنقل شد . ديدن آخر لقاى اصل شد . خواه نوراز وابسين بستان بجان . هيج فرقى نيست خواه ازشمعدان . وفى الحديث ( الحجر الاسود يمين اللّه فى ارضه فمن لم يدرك بيعة رسول اللّه فمسح الحجر فقد بايع اللّه ورسوله ) وفى رواية ( الركن يمين اللّه فى الارض يصافح بها عباده كما يصافح احدكم اخاه ) قال السخاوى معنى الحديث ان كل ملك اذا قدم عليه قبلت يمينه ولما كان الحاج والمعتمر يتعين لهما تقبيله نزل منزلة يمين الملك ويده ولله المثل الاعلى وكذلك من صافحه كان له عند اللّه عهد كما ان الملك يعطى الهدية والعهد بالمصافحة انتهى. يقول الفقير لا شك ان الكعبة عند اهل الحقيقة اشارة الى مرتبة الذات الاحدية والذات الاحدية قد تجلت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بجميع اسمائها وصفاتها فكانت الكعبة صورة رسول اللّه والحجر الاسود صورة يده الكريمة واما حقيقة سر الكعبة والحجر فذاته الشريفة ويمينه المباركة ومن هنا نعرف ان الانسان الكامل افضل من الكعبة وكذا يده اولى من الحجر ولما انتقل النبى عليه السلام خلفه ورثته بعده فهم مظاهر هذين السرين فلا بد من تقبيل الحجر فى الشريعة ومن تقبيل يد الانسان الكامل فى الحقيقة فانه المبايعة الحقيقة فانها عين المبايعة مع اللّه ورسوله ثم اذا وقعت المبايعة للمبايع فى ذلك او ان ارتضاع وزمان انفطام فلا يفارق من بايعه الا بعد حصول المقصود بأن ينفتح له باب الفهم من اللّه ومتى فارق قبل او ان انفطام يناله من الاعلال فى الطريق بالرجوع الى الدنيا ومتابعة الهوى ما ينال المفطوم لغير اوانه فى الولادة الطبيعية وكذا الحال فى العلم الظاهر فانه لا بد فيه من التكميل ثم الاذن من الاستاذ للتدريس قال فى الاشباه لما جلس ابو يوسف للتدريس من غير اعلام ابى حنيفة ارسل اليه ابو حنيفة رجلا فسأله عن مسائل خمس . الاولى قصار جحد الثوب ثم جاء به مقصورا هل يستحق الاجر او لا فأجاب ابو يوسف يستحق الاجر فقال له الرجل اخطأت فقال لا يستحق فقال اخطأت ثم قال له الرجل ان كانت القصارة قبل الجحود استحق والا لا. الثانية هل الدخول فى الصلاة بالفرض او بالسنة فقال بالفرض فقال اخطأت فقال بالسنة فقال اخطأت فتحير ابو يوسف فقال الرجل بهما لان التكبير فرض ورفع اليدين سنة . الثالثة طير سقط فى قدر على النار فيه لحم ومرق هل يؤكلان اول لا فقال يؤكلان فخطأه فقال لا يؤكلان فخطأه ثم قال ان كان اللحم مطبوخا قبل سقوط الطير يغسل ثلاثا ويؤكل وترمى المرقة والا يرمى الكل. الرابعة مسلم له زوجة ذمية ماتت وهى حامل منه تدفن فى اى المقابر فقال ابو يوسف فى مقابر المسلمين فخطأه فقال فى مقابر اهل الذمة فخطأه فتحير فقال تدفن فى مقابر اليهود ولكن يحول وجهها عن القبلة حتى يكون وجه الولد الى القبلة لان الولد فى البطن يكون وجهه الى ظهر أمه. الخامسة ام ولد لرجل تزوجت بغير اذن مولاها فمات المولى هل تجب العدة من المولى فقال تجب فخطأه فقال لا تجب فخطأه ثم قال الرجل ان كان الزوج دخل بها لا تجب والا وجبت فعلم ابو يوسف تقصيره فعاد الى ابى حنيفة فقال تزببت قبل ان تحصرم ( قال الشيخ سعدى ) يكى درضعت كشتى كيرى بسر آمده يود وسيصد وشصت بند فاخر درين علم بدانستى وهر روز بنوعى كشتى كرفتى مكر كوشة خاطرش باجمال بكى از شاكردان ميل داشت سيصدو بنجاهو نه بند اورا آموخت مكر يك بندكه در تعليم آن دفع انداختى وتهاون كردى فى الجملة بسر درقوت وضعت بسر آمد وكسى را با او مجال مقاومت نماند تابحدى كه بيش ملك كفت استادرا فضيلتى كه برمنست ازروى بزركيست وحق تر بيت وكرنه بقوت ازوكمتر نيستم وبضعت بالوبرابر ملك را اين سخن بسنديده نيامد بفرمود تامصارعه كنند مقامى متسع ترتيب كردند واركان دولت واعيان حضرت وزور آوران آن اقليم حاضر شدند بسر جون بيل مست در آمد بصد متى كه اكركوه آهنين بودى ازجاى بركندى استاد دانست كه جوان ازو بقوت برترست بدان بند غريب كه ازونهان داشته بود بر اودر آويخت وبدودست بر كرفت اززمين بر بالاى سر بردو بر زمين زدغريو ازخلق برخاست ملك فرمود تا استادرا خلعت ونعمت بى قياس دادندو بسررا زجرو ملامت كردكه بايرورندة خويش دعوى مقاومت كردى وبسر نبردى كفت اى خداوند مرا بزور دست ظفر نيافت بلكه ازعلم كشتى دقيقة مانده بودكه زمن دريغ همى داشت امر وزبدان دقيقه برمن دست يافت استاد كفت ازبهر جنين روزنهان داشتم فعلم ان التلميذ لا يبلغ درجة استاذه فى زمانه فللاستاذ العلو من كل وجه. مريدان بقوت زطفلان كمند. مشايخ جو ديوار مستحكمند . قال فى كشف النور عن اصحاب القبور واما هذا الزى المخصوص الذى اتخذه كل فريق من الصوفية كلبس المرقعات ومثازر الصوف والميلويات فهو امر قصدوا به التبرك بمشايخهم الماضية فلا ينهون عنه ولا يؤمرون به فان غالب ملابس هذا الزمان من هذا القيل كالعمائم التى اتخذها الفقهاء والمحدثون والعمائم التى اتخذها العساكر والجنود والملابس التى يتخذها عوام الناس وخواصهم فانها جميعها مباحة وليس فيها شئ يوافق السنة الا القليل ولا نقول انها بدعة ايضا لان البدعة هى الفعلة المخترعة فى الدين على خلاف ما كان عليه النبى عليه السلام وكانت عليه الصحابة والتابعون رضى اللّه عنهم وهذه الهيئات والملابس والعمائم ليست مبتدعة فى الدين بل هى مبتدعة فى العادة ولا هى مخالفة للسنة ايضا على حسب ماعرف الفقهاء السنة بانها كل فعلة فعلها النبى عليه السلام على وجه العبادة لا العبادة ولم يكن النبى عليه السلام يلبس العمامة على سبيل العبادة ولا يلبس الثياب المخصوصة على طريق العادة وانما القصد بذلك ستر العورة ودفع اذية الحر والبرد ولهذا ورد عنه لبس الصوف والقطن وغير ذلك من الثياب العالية والسافلة فليس مخالفته فى ذلك لمخالفة سنة وان كان الاتباع فى جميع ذلك افضل لانه مستحب انتهى قال فى العوارف لبس الخرقة اى من يد الشيخ علامة التفويض والتسليم ودخوله فى حكم الشيخ دخوله فى حكم اللّه تعالى وحكم رسوله عليه السلام واحياء سنة المبايعة مع رسول اللّه قالت ام خالد أتى النبى عليه السلام بثياب فيها خميصة سودآء صغيرة وهى كساء اسود مربع له علمان فان لم يكن معلما فليس بخميصة فقال عليه السلام ( من ترون اكسو هذه ) فكست القوم فقال عليه السلام ( ائتونى بام خالد ) قالت فأتى بى فألبسنيها بيده فقال ( ابلى واخلقى ) يقولها مرتين وجعل ينظر الى علم فى الخميصة اصفر واحمر ويقول ( يا ام خالد هذا سناء ) والسناء هو الحسن بلسان الحبشة ولا خفاء بأن لبس الخرقة على الهيئة التى يعمدها الشيوخ فى هذا الزمان لم يكن فى زمن رسول اللّه وهذه الهيئة والاجتماع لها والاعتداد بها من استحسان الشيوخ وقد كان طبقة من السلف الصالحين لا يعرفون الخرقة ولا يلبسونها المريدين فمن يلبسها فله مقصد صحيح واصل من السنة وشاهد من التسرع ومن لا يلبسها فله رأى وله فى ذلك مقصد صحيح وكل تصاريف المشايخ محمولة على السداد والصواب ولا تخلو عن نية خالصة فيها انتهى كلام العوارف باختصار وقال الشيخ زين الدين الحافى فى حواشيه قد صح واشتهر بنقل الاولياء كابرا عن كابر على ما هو مسطور فى اجازات المشايخ ان رسول اللّه ألبس عليا الخرقة الشريفة وهو ألبس الحسن البصرى وكميل بن زياد رضى اللّه عنهما وفى المقاصد الحسنة ان أئمة الحديث لم يثبتوا للحسن من على سماعا فضلا عن أن يلبسه الخرقة قال حضرة الشيخ الاكبر قدس سره الضرورى من اللباس الظاهر ما يستر السوآت والرياش ما يزيد على ذلك مما تقع به الزينة والضرورى من اللباس الباطن وهو تقوى المحارم مطلقا ما يوارى سوأة. الباطن والريش لباس مكارم الاخلاق مثل نوافل العبادات كالصفح والاصلاح فأراد اهل اللّه أن يجمعوا بين اللبستين ويتزينوا بالزينتين ليجمعوا بين الحسنيين فيثابوا من الطرفين فلبسوا الخرقة وألبسوها ليكون تنبيها على ما يريدونه من لباس بواطنهم وجعلوا ذلك اصلا واصل هذا اللباس عندى ما القى فى سرى ان الحق لبس قلب عبده فانه قال ( ما وسعنى ارضى ولا سمائى ووسعنى قلب عبدى ) فان الثوب وسع لابسه وظهر هذا الجمع بين اللبستين فى زمان الشبلى وابن حفيف الى هلم جرا فجرينا على مذهبهم فى ذلك فلبسناها من ايدى مشايخ جمة سادات بعد ان صحبناهم وتأدبنا بآدابهم ليصح اللباس ظاهرا وباطنا انتهى باختصار نسأل اللّه سبحانه أن يجعل لباس التقوى لباسا خيرا لنا وأن يصح نياتنا وعقائدنا واعمالنا واحوالنا انه هو المعين لاهل الدين الى أن يأتى اليقين |
﴿ ١٠ ﴾