٥

{ بل كذبوا بالحق } اضراب وانتقال من بيان شناعتهم السابقة الى بيان ما هو اشنع منه وافظع وهو تكذيبهم للنوة الثابتة بالمعجزات الباهرة فالا فظعية لكون الثانى تكذيبا للامر الثابت من غير تدبر بخلاف الاول فانه تعجب

{ لما جاءهم } من غير تأمل وتفكر تقليدا للآباء وبعد التأمل تمردا وعنادا وجاء بكلمة التوقع اشعارا بأنهم علموا بعد علو شانه واعجازه الشاهد على حقيته فكذبوا به بغيا وحسدا

{ فهم فى امر مريج } من مرج الخاتم فى اصبعه اذا جرح بالجيمين كفرح اى قلق وجال واضطرب من سعته بسبب الهزال اى فى امر مضطرب لا قرار له من غلبات آفات الحسن والوهم والخيال على عقولهم فلا يهتدون الى الحق ولذا يقولون تارة انه شاعر وتارة ساحر واخرى كاهن ومرة مفتر لا يثبتون على شئ واحد وهذا اضطرابهم فى شأن النبى عليه السلام صريحا ويتضمن اضطرابهم فى شأن القرءآن ايضافان نسبتهم اياه الى الشعر ونحوه انما هى بسببه واعلم ان الاضطراب موجب للاختلاف وذلك أدل دليل على البطلان كما ان الثبات والخلوص موجب للاتفاق وذلك أدل دليل على الحقيقة قال الحسن ما ترك قوم الحق الامرج امرهم وكذا قال قتادة وزاد والتبس عليهم دينهم وعن على رضى اللّه عنه قال له يهودى ما دفنتم نبيكم حتى اختلفتم فقا لانما اختلفنا عنه لا فيه ولكنكم ما جفت ارجلكم من البحر حتى قلتم لنبيكم اجعل لنا الها كما لهم آلهة وسئل بزرجمهر الحكيم كيف اضطربت امور آل ساسان وفيهم مثلك قال استعانوا بأصاغر العمال على اكابر الاعمال فآل أمرهم الى ما آل ( كما قال الشيخ سعدى )

بندم اكربشنوى اى بادشاه ... درهمه دفتر به ازين بند نيست

جز نحر مند مفر ماعمل ... كرجه عمل كار خردمند نيست

أحرقت دار الوزير وقتل ثم دار الامر على الخليفة ففعل به ما فعل واضطربوا فى شأن سلطان العلماء والدا لمولى جلا الدين الرومى فنفوه من بلخ ثم نفاهم اللّه من الارض واوقعهم فى ويل طويل من تسلط عدو مستأصل وكان فيهم صاحب التفسير الكبير فاختفى لكنه ظهر أمر اللّه عليه ايضا وما نفع الاختفاء وفيه يقول المولى جلا الدين قدس سره

درجنان ننكى وانكه اين عجب ... فخر دين خواهدكه كويندش لقب

واضكربوا فى شأن الرسول عليه السلام حتى قتلهم اللّه تعالى وجعل مكة خالصة للمؤمنين

﴿ ٥