٣٠

{ قالوا كذلك } اى مثل ذلك الذى بشرناه

{ قال ربك } وانما نحن معبرون نخبرك به عنه تعالى لا انا نقول من تلقاء انفسنا فالكاف فى كذلك منصوب المحل على انه صفة لمصدر قال الثانية لاتستبعدى مابشرناه به ولا تتعجبى منه فانه تعالى قال مثل ماخبرناك به

{ انه هو الحكيم العليم } فيكون قوله حقا وفعله محكما لامحالحة

كسى كوبكار تودانا بود ... براتمام اوهم توانا بود

بجزدر كهش رومكن سوى كس ... مراددل خويش از وجوى وبس

روى ان جبريل عليه السلام قال له انظرى الى سقف بيتك فنظرت فاذا جذوعه مروقة مثمرة فأيقنت ولم تكن هذه المفاوضة مع سارة فقط بل مع ابراهيم ايضا حسبما شرح فى سورة الحجر وانما لم يذكرها هنا اكتفاء بما ذكر هناك كما انه لم يذكر هناك سارة اكتفاء بما ذكر ههنا وفى سورة هود وفى الآية اشارة الى انه لايجوز اليأس من فضل اللّه تعالى فان المقدور كائن ولو بعد حين وقد اورقت واثمرت شجرة مريم عليها السلام ايضا وكانت يابسة كما مر فى سورة مريم وقد اشتغل افراد فى كبرهم ففاقوا على اقرانهم فى العلم فبضع محرومى البداية مرزوقون فى النهاية فمنهم ابراهيم بن ادهم وفضيل بن عياض ومالك بن دينار قدس اللّه اسرارهم فانهم وان بعدوا عن الفطرة الاصلية بسبب الاحوال العارضة لكنهم لما سبقت العناية فى حقهم انجذبوا الى اللّه فتقربوا لديه وازالوا عن الفطرة الغواشى فمن استعجز قدرة اللّه تعالى فقد كفر

واما قولهم الصوفى بعد الاربعين بارد فهو يحسب الغالب لان المزاج بعد الاربعين فى الانحطاط لغلبة اليبوسة والبرودة لكن اللّه يحيى ويميت فيحيى فى الكبر ما اماته فى الصغر اى فى حال الشباب ويميت فى الكبر ماأحياء فى الصغر بأن يميت النفس فى الكبر بعدما كانت حية فى الشباب ويحيى القلب فى الكبر بعدما كان ميتا فى الشباب ومن اللّه نرجو جزيل الفيض والعطاء

﴿ ٣٠