|
٤ { والبيت المعمور } اى الكعبة وعمارتها بالحجاج والعمار والمجاورين او الضراح يعنى اسم البيت المعمور الضراح قال السهيلى رحمه اللّه وهو فى السماء السابعة واسمها عروبا قال وهب بن منبه من قال سبحان اللّه وبحمده كان له نور يملأ مابين عروبا وحريبا وحريبا هى الارض السابعة انتهى وهو خيال الكعبة وعمرانه كثرة غاشيته من الملائكة يزوره كل يوم سبعون الف ملك بالطواف والصلاة ولا يعودون اليه ابدا وحرمته فى السماء كحرمة الكعبة فى الارض وهو عدد خواطر الانسان فى اليوم والليلة ومنه قيل ان القلب مخلوق من البيت المعمور وقيل باطن الانسان كالبيت المعمور والانفاس كالملائكة دخولا وخروجا وفى اخبار المعارج رأيت فى السماء السابعة البيت المعمور واذا امامه بحر واذا يؤمر الملائكة فيخوضون فى البحر يخرجون فينفضون أجنحتهم فيخلق اللّه من كل قطرة ملكا يطوف فدخلته وصيلت فيه وسمى بالضراح بضم الضاد المعجمة لانه ضرح اى رفع وابعد حيث كان فى السماء السابعة والضرح هو الابعاد والتنحية يقال ضرحه اى نحاه ورماه فى ناحية واضرحه عنك اى أبعده والضريح البعيد وقيل كان بيتا من ياقوتة انزله اللّه موضع الكعبة فطاف به آدم وذريته الى زمان الطوفان فرفع الى السماء وكان طوله كما بين السماء والارض وذهب بعضهم الى انه فى السماء الرابعة ولامنافاة فقد ثبت ان فى كل سماء بخيال الكعبة فى الارض بيتا. يقول الفقير والذى يصح عندى من طريق الكشف ان البيت المعمور فى نهاية السماء السابعة فانه اشارة الى مقام القلب فكما ان القلب بمنزلة الاعراف فانه برزخ بين الروح والجسد كما ان الاعراف برزخ بين الجنة والنار فكذا البيت المعمور فانه برزخ بين العالم الطبيعى الذى هو الكرسى والعرش وبين العالم العنصرى الذى هو السموات والسبع مادونها وهذا لا ينافى أن يكون فى كل سماء بيت على حدة هو على صورة البيت المعمور كما انه لاينافى كون الكعبة فى مكة أن يكون فى كل بلدة من بلاد الاسلام مسجد على حدة على صورتها فكما ان الكعبة ام المساجد وجميع المساجد صورها تفاصيلها فكذا البيت المعمور اصل البيوت التى فى السموات فهو الاصل فى الطوف والزيارة ولذا رأى النبى عليه السلام ليلة المعراج ابراهيم عليه السلام مسندا ظهره الى البيت المعمور الذى هو بازآء الكعبة واليه تحج الملائكة وقال بعضهم المراد بالبيت المعمور قلب المؤمنين وعمارته بالمعرفة والاخلاص فان كل قلب ليس فيه ذالك فهو خراب ميت فكأنه لاقلب |
﴿ ٤ ﴾