|
١٣ { واسروا قولكم او اجهروا به } وبنهان سازيد سخن خودرا درشان بيغمبر عليه السلام يا آشكار كنيد مرانرا. قال ابن عباس رضى اللّه عنهما نزلت فى المشركين كانوا يتكلمون فيما بينهم بأشياء يعنى درباب حضرت بيغمبر سخنان ناشايسته كفتندى. فيظهر اللّه رسوله عليها فقال بعضهم لبعض اسر واقولكم كيلا يسمع رب محمد فيخبره بما لوتقون فقيل لهم اسر واذلالك او اجهروا به فان اللّه يعلم واسرار الاقوال واعلانها مستويان عنده تعالى فى تعلق علمه والامر للتهديد لا للتكليف وتقديم السر على الجهر للايذان بافتضاحهم ووقوع ما يحذرون من اول الامر المبالغة فى بيان شمول علمه المحيط بجميع المعلومات كأن علمه تعالى بما يسر ونه اقدم منه بما يجهرون به مع كونهما فى الحقيقة على السوية فان علمه تعالى بمعلوماته ليس بطريق حصول صورها بل وجود كل شئ فى نفسه علم بالنسبة اليه تعالى او لان مرتبة السر متقدمة على مرتبة الجهر اذما من شئ يجهر به الا وهو او مباديه مضمر فى القلب يتعلق به الاسرار غالبا فتعلق علمه تعالى بحالته الاولى متقدم على تعلقه بحالته الثانية { انه عليم بذات الصدور } مبالغ فى الاحاصة بمضمرات جميع الناس واسراهم الخفية المستكنة فى صدورهم بحيث لا تكاد تفارقها اصلا فكيف يخفى عليه ما تسرونه وتجهرون به ويجوز أن يراد بذات الصدور القلوب التى فى الصدور والمعنى انه عليم بالقلوب واحوالها فلا يخفى لعيه سر من اسرارها قال القاشاقنى انه عليم بذات الصدور لكون تلك السرآئر عين علمه فكيف لا يعلم ضمائرهم من خلقها وسواها وجعلها مرآئى اسراره ولم يقل ذوات الصدور لارادة الجنس وذات هنا تأنيث ذى بمعنى صاحب حذف الموصوف واقيمت الصفة مقامه اى عليم بالمضمرات صاحبةالصدور وهى الخواطر القائمة بالقلب من الدواعى والصوارف الموجودة فيه وجعلت صاحبة الصدور بملازمتها لها وحلولها فيها كما يقال اللبن ذو الاناء ولولد المرأة وهو جنين ذو بطنها. |
﴿ ١٣ ﴾