١٦

{ سنسمه على الخرطوم } اصله سنوسمه من الوسم وهو احداث السمة بالكسر اى اى العلامة وبالفارسية داغ كردن.

والمسميم بالكسر المكواة اى آلة الكى والخرطوم كزنبور الالف او مقدمه او ما ضممت عليه الحنكين كالخرطم كقنفذ كما فى القاموس والمعنى سنجعل له سمة وعلامة يعرف باه بالكى على اكرم مواضعه لغاية اهانته واذلاله اذ لا نف اكرم موضع من الوجه لتقدمه له ولذلك جعلوه مكان العز والحمية واشتقوا منه الانفة وقالوا الانف بالانف وحمى انفه وفلان شامخ العرنين وقالوا فى الذليل جدع انفسه ورغم انفه ولقد وسم العباس رضى اللّه عنه ابا عره فى وجوهها فقال له رسول اللّه عليه السلام ( اكرموا الوجوه فوسمها فى جواعرها ) اى فى ادبارها وفى التعبير عن الانفس بلفظ الخرطوم استهانة بصاحبه واستقباح له لانه لا يستعمل الا فى الفيل وخنزير وكلما كان الحيوان اخبث واقبح كانت الاستهانة والاستقباح اشد واكثر قيل اصاب انف الوليد جراحة يوم بدر فبقيت علامتها قال صاحب الكشف هو ضعيف فان الوليد مات قبله فلم يوسم يوسم بقى اثره مدة حياته وقال الراغب نلزمه هار الا ينمحى عنه كما قال صاحب الكشاف هو عبارة عن ان بذله غاية الاذلال وذلك لان الوجه اكرم موضع والانف ابين عضو منه فالوسم على الانف غاية الاذلال والاهانة لان الوسم على الوجه شين فكيف اذا كان على اظهر موضع منه وكما قال العتبى وصف اللّه الوليد بالحلف والمهانة والهمزة والمشى بالنميمة والبخل والظلم والاثم والجفوة والدعوة فألحق به عار الا يفارقه فى الدنيا والآخرة قال والذى يدل على ذها ما روى عن الشعبى فى قوله عتل حيث قال العتل الشديد والزنيم الذى له زنمة من الشر يعرف بها كما تعرف الشاة

وقيل سنعلمه يوم القيامة بعلامة مشوهة يعلم بها من سائر الكفرة بأن نسود وجه غاية التسويد اذ كان بالاء فى عداوة سيد المرسلين عليه وعليهم الصلاة والسلام اقصى مراتب العداوة فيكون الخرطوم مجازا عن الوجه على طريق ذكر الجزء وارادة الكل وفى التأويلات النجمية نكوى خرطوم استعداده بكى نار الحجاب والبعد حتى لا يشم النفحات الالهية والنسمات الربانية.

﴿ ١٦