٩

{ رب المشرق والمغرب } مرفوع على المدح اى هو ربهما وخالقهما ومالكهما وما بينهما من كل شئ قال فى كشف الاسرار يريد به جنس المشارق والمغارب فى الشتاء والصيف

{ لا اله الا هو } استئناف لبيان ربوبيته بنفى الالوهية عما سوه يعنى هيج معبودى نيست سزاوار عبادت مكر او

{ فاتخذه } لمصالح دينك ودنياك والفاء لترتيب الامر وموجبه على اختصاص الا لوهية والربوبية به تعالى

{ وكيلا } موكولا ومفوضا اليه لاصلاحها واتمامها واستراح أنت وفى التأويلات النجمية رب مشرق الذات المطلقة عن حجب تعينات الاسماء والصفات ورب مغرب الصفات والاسماء لاستتاره باستتار حجب الصفات وهى حجب الذات وهو المتعين فى جميع الموجودات فلا اله الا هو فاتخذه وكيلا اى جرد نفسك عنك وعن وجودك المجازى واتخذ وجوده الحقيقى مقام وجودك المجازى وامش جانبك هذا مثل ما قال المريد لشيخه اريد ان احد على التجريد فقال له شيخه جرد نفسك ثم سر حيث شئت قال المام القشيرى رحمه اللّه ان اللّه هو المتولى لاحوال عباده يصرفهم على ما يشاء ويختار واذا تولى امرعبد بجميل العناية كفاه كل شغل واغناه عن كل غير فلا يستكثر العبد حوآئجه لعلمه ان مولاه كافيه ولهذا قيل من علامات التوحيد كثيرة العيال على بساط التوكل ( حكى ) عن ممشاد الدينورى رحمه اللّه انه قال كان على دين فاهتممت به فى بعض الليالى وضاق صدرى فرأيت كأن قائلا يقول لى أخذت هذا بعد ذلك قصابا ولا يقال ثم قال القشيرى اعلم ان من جعل المخلوق وكيلا له فانه يسأله الاجر وقد يخونه فى ماله وقد يخطئ فى تصرفه او يخفى عنه الاصوب والارشد لصاحبه ومن رضى بلاللّه وكيلا اعطاه الاجر وحقق آماله واثنى عليه ولطف به فى دقائق احواله بما لا يهدتدى اليه اماله بتفاصيل سؤاله ومن جعل اللّه وكيلا لزمه ايضا ان يكون وكيلا لله على نفسه فى استحقاق حقوقه وفرآئضه وكل ما يلزمه فيخاصم نفسه فى ذلك ليلا ونهارا لا يفتر لحظة ولا يقصر طرفة قال الزروقى رحمه اللّه خاصية الاسم الوكيل نفى الحوآئج والمصائب فمن خاف ريحا او صاعقة او نحوهما فليكثر منه فانه يصرف عنه لسوء ويفتح له أبواب الخير والرزق.

﴿ ٩