|
٥ { ان الابرار } شروع فى بيان حسن حال اشلاكرين اثر بيان سوء حال الكافرين وايرادهم بعنوان البر للاشعار بما استحقوا به ما نالوه من الكرامة السنية والابرار جمع بركب وأرباب او جمع بار كشاهد واشهاد وهو من يبر خالقه اى يطيعه يقال بررته ابره كعلمته وضربته وعن الحسن رحمه اللّه البر من لا يؤذى الذر ولا يضمر الشر كما قيل ولا تؤذ نملا ان أردت كما لكا فان لها نفسها تطيب كما لكا وفى المفردات البر خلا البحر وتصور منه التوسع فاشتق منه البر اى التوسع فعل الخير وبر العبد ربه توسع فى طاعته ويشمل الاعتقاد والاعمال الفرآئض والنوافل وقال سهل رحمه اللّه الابرار الذين فيهم خلق من اخلاق العشرة الذين وعد لهم النبى عليه السلام بالجنة قال عليه السلام ( ان اله ثلاثمائة وستين خلقا من لقبه بخلق منها مع التوحيد دخل الجنة ) قال أبو بكر رضى اللّه عنه هل فى منها يا رسول اللّه قال كلها فيك يا أبا بكر وأحبها الى اللّه السخاء { يشربون } فى الجنة والشرب تناول كل مائع ماء كان او قال يشربون ابتدآء كالمطيعين او انتهى كالمعذبين من المؤمنين بحكم العدل { من كأس } هى الزجاجة اذا كانت فيها خمر ونطلق على نفس الخمر ايضا على طريق ذكر المحل وارادة الحال وهو المراد هنا عند الاكثر حتى روى عن الضحاك انه قال كل كاس فى القرءآن فانما عنى به الخمر فمن على الاول ابتدآئية وعلى الثانى بتعيضية او بيانية { كان } بتكوين اللّه { مزجها } اى ما تمزج تلك الكأس به يقال مزج الشراب خطله ومزاج البدن وبمازجه من الصفرآء والسودآء والبلغم والدم والكيفيات المناسبة لكن منها { كافورا } اى ماء كافور وهو اسم عين فى الجنة فى المقام المحمدى وكذا سائر العيون ماؤها فى بيان الكافور ورآئحته وبرده دون طعمه ولا فنفس الكافور لا يشرب ونظيره حتى اذا جعله نارا اى كنار والكافور طيب معروف يطيب به الا كفان ولاموات لحسن رآئحته واشتقاقه من الكفر وهو الستر لانه يغطى الاشياء برآئحته وفى القاموس الكافور طيب معروف يكون من شجر بجبال بحر الهند والصين يظل خلقا كثيرا وتالفه النمورة وخشبه أبيض هش ويوجد فى اجوافه الكافور وهو انواع ولونها احمر وانما تبيض بالتصعيد وعين فى الجنة انتهى والجملة صفة كأس. |
﴿ ٥ ﴾