|
١٢ { وجزاهم } اعطى كل واحد منهم بطريق الاجر والعوض { بما صبروا } ما مصدرية اى بسبب صبرهم على مشاق الطاعات ومهاجرة هوى النفس فى اجتناب المحرمات وايثار الاموال وفى الحديث ( الصبر اربعة الصبر على الصدمة الاولى وعلى ادآء الفرآئض وعلى اجتناب المحارم وعلى المصائب ) { جنة } مفعول ثان لجزاهم اى بستانا يأكلون منه ما شاؤا { وحريرا } يلبسونه ويتزينون به وبالفارسية وجامه ابريسم بهشت بيوشند . فالمراد بالجنة ليس دار السعادة المشتملة على جميع العطايا والكرامات والا لما احتيج الى ذكر الحرير بعد ذكر الجنة بل البستان كما ذكرنا فذكرها لا يغنى عن ذكر الملبس ثم ان البستان فى مقابلة الاطعام والصبر على الجوع والحرير فى مقابلة الصبر على العرى لان ايثار الاموال يؤدى الى الجوع والعرى وعن ابن عباس رضى اللّه عنهما ان الحسن والحسين رضى اللّه عنهما مرضا فعادهما النبى عليه السلام فى ناس معه فقالوا لعلى رضى اللّه عنه لو نذرت على ولديك نذرا يعنى اكر نذر كنى براميد عافيت وشفاى فرزندان مكر صواب باشد . فنذر على وفاطمة وفضة جارية لهما رضى اللّه عنهم ان برئا مما بهما ان يصوموا ثلاثة ايام تقربا الى اللّه وطلبا لمرضاته وشكرا له فشفيا فصاموا وما معهم شئ يفطرون عليه فاستقرض على من شمعون الخيبرى اليهودى ثلاثة اصوع من شعير وهو جمع صاع وهو اربعة امداد كل مد رطل وثلث قال الداودى معياره الذى لا يختلف اربع حفنات بكفى الرجل الذى ليس بعظيم الكفين ولا صغيرهما اذ ليس كل مكان يوجد في صاع النبى عليه السلام فطحنت فاطمة رضى اللّه عنها صاعا يعنى فاطمه زهرا ازان جوبك صاع بآسيا دست آرد كرد . وخبزت خمسة اقراص على عددهم جمع قرص بمعنى الخبزة فوضعوا بين ايديهم وقت الافطار ليفطروا به فوقف عليهم سائل فقال السلام عليكم يا اهل بيت محمد مسكين من مساكين المسلمين اطعمونى اطعمكم اللّه من موآئد الجنة فآثروه يعنى حضرت على رضى اللّه عنه نصيب خود بدان مسكين دادرسائر اهل بيت موافقت كردند يعنى سخن درويش بسمع على رسيد روى فرا فاطمه كرد وكفت فاطم ذات المجد واليقين ... يا بنت خير الناس اجمعين اما ترين البائس المسكين ... قد قام بالباب له حنين يشكو الى اللّه ويستكين ... يشكو الينا جائعا حزين فاطمة رضى اللّه عنها اورا جواب داد وكفت امرك يا ابن عم سمع طاعة ... ما بىّ من لؤم ولا ضراعه ارج اذا اشبعت ذا مجاعة ... ألحق بالاخيار والجماعه وأدخل الخلد ولى شفاعة ... آنكه طعام بيش نهاده بودند جمله بدرويش دادند وبركرسنكى صبر كردند . وباتوا لم يذوقوا الا الماء واصبحوا صياما. فاطمه رضى اللّه عنها صاعى ديكر جوآرد كرد واذان نان . فلما اسموا ووضعوا الطعام بين ايديهم وقف عليهم يتيم فقال السلام عليكم يا أهل بيت محمد بيتيم من اولاد المهاجرين استشهدوا لدى يوم العقبة اطعمونى اطعمكم اللّه من موائد الجنة . حضرت على رضى اللّه عنه جون سخن آن يتيم شنيد روى فرافاطمه كرد وكفت انى لأعطيه ولا أبالى ... واو ثر اللّه على عيالى امسوا جياعا وهمو أشبالى ... اصغرهم يقتل فى القتال ف ثروه يعنى همجنان طعام كه دربيش بود جمله بيتيم دادند وخود كرسنه خفتند ديكر روز آن صاع كه مانده بود فاطمه رضى اللّه عنها آنرا آرد كرد وتان بخت . فما امسوا ووضعوا الطعام بين ايديهم وقف عليهم اسير فقال السلام عليكم اهل بيت النبوة سير من الاسارى أطعمكم اللّه من موآئد الجنة . آن طعام باسر دادند وبجزآب والحسين رضى اللّه عنهم فأقبلوا على النبى عليه السلام فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال عليه السلام ( ما أشد ما يسوءنى ما أرى بكم ) وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة فى محرابها قد التصق ظهرها ببطها وغارت عيناها فساءه ذلك فنزل جبريل عليه السلام وقال خذ يا محمد هنأك اللّه فى أهل بيتك فاقرأه السورة ولا يلزم من هذا أن يكون المراد من الابرار أهل البيت فقط لان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فيدخل فيه غيرهم بحسب الاشتراك فى العلم وقد ضعفت القصة بتضعيف الراوى الا انها مشهورة بين العلماء مسفورة فى الكتب قال الحكيم الترمذى رحمه اللّه هذا حديث مفتعل لا يروج الاعلى احمق جاهل ورواه ابن الجوزى فى الموضعات وال لا شك فى وضعه ثم صحة الرواية تقتضى كون الآية مدنية لان انكاح رسول اللّه فاطمة عليا كان بعد وقعة احد تفسير الفاتحة نقلا عن جمع من العلماء الكبار ان هل أتى على الانسان من السورة النازلة فانها مكية وكذا قال الحسن وعكرمة والمارودى مدنية الا قوله فاصبر لحكم ربك الى بالجهاد فضمت الآيات الملكية الى الآيات المدنية فان شئت قلت انها اى السورة مكية المكية فالظاهر أن تسمى مدنية لا مكية ونحن لا نشك فى صحة القصة واللّه اعلم. |
﴿ ١٢ ﴾