٥

{ والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا } الواو للقسم والمرسلات بمعنى الطوآئف المرسلات جمع مرسلة بمعنى طائفة مرسلة باعتبار ان ملائكة كل يوم او كل عام او كل حادثة طائفة وعرفا بمعنى متتابعة من عرف الفرس وهو الشعرات المتتابعة فوق عنقه فهو من باب التشبيه البليغ بأن شبهت الملائكة المرسول فى تتابعهم بشعر عرف الفرس وانتصابه على الحالية اى جاريات بعضها اثر بعض كعرف الفرص والعرف بمعنى المعروف والاحسان نقيض النكر بمعنى المنكر اى الشئ القبيح فانهم ان ارسلوا للرحمة فظاهر وان ارسلوا لعذاب الكفار فذلك معروف للانبياء والعالمين يعنى ان عذاب الاعدآء احسان للاولياء فانتصابه على العلية وعصفت الريح اشتدت وعصفا مصدر مؤكد وكذا نشرا وفرقا والفاء للدلة على اتصاله سرعة جريهن فى نزولهن وهبوطهن بالارسال من غير مهلة وهى لعطف الصفة على الصفة اذ الموصوف متحد والنشر بمعنى البسط والعدول الى اواو فى الناشرات لانها غير المرسلات فالقسم الاول وصفهم اللّه بوصفين يتعقب احدهما على الآخر والقسم الثانى وصفهم بثلاثة اوصاف كذلك والفرق الفصل والالقاء هنا بمعنى الايصال والانزال لا الطرح وذكرا بمعنى الوحى مفعول الملقيات وترتيب الالقاء على ما قبله بالفاء ينغبى ان يكون لتأويله بارادة النشر والفرق وسيأتى تمامه اقسم اللّه بطوآئف من الملائكة ارسلهن بأوامره بنحو التدبير وايصال الارزاق بالتصرف فى الامطار والرياح وكتابة اعمال العباد بالليل والنهار وقبض الارواح فعصفهن فى مضيهن يعنى سخت رفتند . عصف الرياح مسارعة فى الامتثال بالامر وبطوآئف اخرى نشرن اجنحتهن فى الجو عند انحطاطهن بالوحى او نشر الشرآئع فى الاقطار اى فرقن واشعن او نشرن النفوس الموتى بالكف والجهل اى احيين بما اوحين ففرقن بين الحق والباطل فألقين ذكرا الى الانبياء.

﴿ ٥