٢١ { ثم اماته } اى قبض روحه عند تمام اجله المقدر المسمى { فأقبره } اى جعله فى قبر يوارى فيه تكرمة له ولم يدعه مطروحا على وجه الارض جزرا اى قطعا للسباع والطير كسائر الحيوان قال فى كشف الاسرار لم يجعله مما يطرح للسباع او يلقى للنواويس والقبر مما اكرم به المسلمون انتهى يقال قبر الميت اذا دفنه بيده والقابر هو الدافن والقبر هو مقر الميت وأقبره اذا امر بدفنه او مكن منه فالمقبر هو اللّه لانه الآمر بالدفن فى القبور قال فى المفرات اقبرته جعلت له مكانا يقبر فيه نحو أسقيته جعلت له ماء يستقى منه وقيل معناه ألهم كيف يدفن انتهى ( وفى المثنوى ) كندن كورى كه كمتر بيشه بود ... كى زمكر ويحله والديشه بود جمله حرفتها يقين ازوحى بود ... اول اوليك عقل آنرا فزود وعدا لاماتة من النعم بالنسبة الى المؤمن فان بالموت يتخلص من سجن الدنيا وايضا ان شأن الموت ان يكون تخلفة ووصلة الى الحياة الابدية والنعيم المقيم وانما كان مفتاح كل بلاء ومحنة فى حق الكافر من سوء اعتقاده وسيئات اعماله وفى بعض التفاسير ذكر الاماتة اما لانها مقدمة الاقبار واما للتخويف والتذكير بأن الحياة الدنيوية فانية آخرهالموت وعن الشافعى رحمه الله فلا تمشين فى منكب الارض فخارا ... فعما قليل يحتويك ترابها واما الحث على الاستعداد واما رعاية المقابلة بينه وبين النشره تنبيها على كمال قدرته وتمام حكمته. |
﴿ ٢١ ﴾