٦

{ يوم يقوم الناس } منصوب باضمار أعنى

{ لرب العالمين } بتقدير المضاف اى لمجرد امره وحكمه بذلك لا لشئ آخر او لمحاسبة رب الالمين فيظهر هناك تطفيفهم ومجازاتهم او يقومون من قبورهم لرد رب العالمين ارواحهم الى اجسادهم روى انهم يقومون بين يدى اللّه تعالى اربعين عاما وفى رواية ثلاثمائة سنة من سنى الدنيا وعرق احدهم الى انصاف اذنيه لا يأتيهم خبر ولا يؤمر فيهم بأمر

وآن مقام هيبت باشد كه كس رازهرهء سخن نباشد ... ثم يخاطبون يفنى ازمقام هبيت بمقام محاسبة آرند

واما فى حق المؤمن فكون المكت كقدر انصرافهم من صلاة مكتوبة وفى تخصيص رب العالمين من بين سائر الصفات اشعار بالماليكة والتربية فلا يمتنع عليه الظالم القوى لكونه مملوكا مسخرا فى قبضة قدرته ولا يترك حتى المظلوم الضعيف لان مقتضى التربية ان لا يضيع لاحد شيأ من الحقوق وفى هذه التشديدات اشارة الى ان التطفيف وان كان يتعلق بشئ حقير لكنه ذنب كبير قيل كل من نقص حق اللّه من زكاة وصلاة وصوم فهو داخل تحت هذا الوعيد وعن ابن عمر رضى اللّه عنهما انه قرأ هذه السورة فلمابلغ الى قوله يوم يقوم الناس لرب العالمين بكى نحيبا اى رفع الصوت وامتنع من قرآءة ما بعد من غلبة البكاء وملاحظة الحساب والجزاء وقال أعرابى لعبد الملك بن مروان انك قد سمعت ما قال تعالى فى المطففين وأراد بذلك ان المطفف قد توجه عليه الوعيد العظيم فى أخذ القليل فما ظنك بنفسك وأنت تأخذو اموال المسلمين بلا كيل ووزن.

﴿ ٦