|
١٣ { انه هو } وحده { يبدئ ويعيد } اى يبدئ الخلق ويخرجهم من العدم الى الوجود ثم يميتهم ويعيدهم احياء للمجازاة على الخير والشر من غير دخل الأحد فى شئ منهما ففيه مزيد تقدير لشدة بطشها وهو يبدئ البطش بالكفرة فى الدنيا ويعيده فى الآخرة يعنى آشكاره كند بطش خودرا بركافران دردنيا وبازكرداندهم آنرا بديشان درآخرت واين نشانهء عدلست . اى يبدئ البطش او العذب فى الآخرة ثم يعيده فيها كقوله تعالى كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها قال ابن عباس رضى اللّه عنهما ان أهل جهنم تأكلهم النار حتى يصيروا فيها فحما ثم يعيدهم خلقا جديدا فهو المراد من الآية وقال حذيفة بن اليمان رضى اللّه عنه اسر الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حديثا فى النار فقال يا حذيفة ان فى جهنم لسباعا من نار وكلابا من نار وسيوفا من نار وكلاليب من نار وانه يبعث ملائكة يعلقون أهل النار بتلك الكلاليب بأحناكهم ويقطعونهم بتلك السيوف عضوا عضوا ويلقوناه الى تلك السباع والكلاب كلما قطعوا عضوا عاد آخر مكانه غضا طريا او يبدئ من التراب ويعيده فيه او من النطفة ويعيده فى الآخرة يقال بدأ اللّه الخلق وأبدأهم فهو بادئهم ومبدئهم بمعنى واحد والمبدئ المظهر ابتدآء والمعيد المنشئ بعد ما عدم فالاعادة ابتدآء ثان. قال الامام الغزالى رحمه اللّه المبدئ المعيد معناه الموجد لكن الايجاد اذا لم يكن مسبوقا بمثله يسمى ابدآء وان كان مسبوقا بمثله يسمى اعادة واللّه تعالى بدأ خلق الانسان ثم هو الذى يعيدهم اى يحشرهم فالاشياء كلها منه بدت واليه تعود وبه بدت وبه نعود وفى المفردات واللّه هو المبدئ والمعيد اى هو السبب فى المبدأ والنهاية وقال بعضهم الابدآء هو الاظهار على وجه التطوير المهيئ للاعادة وهى الرجوع على مدرج تطوير الابدآء فهو سبحانه بدأ الخلق على حكم ما يعيدهم عليه فسمى بذلك المبدئ المعيد وانما قيل فيهما انهما اسم واحد لان معنى الاول يتم بالثانى وكذا كل اسم لا يتم معناه فيما يرجع الى كمال اسماء اللّه الا باسم يتم به معناه قال الامام القشيرى رحمه اللّه ان اللّه تعالى يبدئ فضله واحسانه لعبيده ثم يعيده ويكرره فان الكريم من يرب صنائعه وخاصية الاسم المبدئ أن يقرأ على بطن الحامل سحرا تسعا وعشرين مرة فان ما فى بطنها يثبت ولا يزلق وخاصية الاسم المعيد يذكر مرارا التذكار المحفوظ اذا نسى لا سيما اذا أضيف له الاسم المبدئ. |
﴿ ١٣ ﴾