١٥

{ ذو العرش } خالقه

وقيل المراد بالعرض الملك مجازا اى ذو السلطنة القاهرة على المخلوقات السفلية والمخترعات العلوية وان لم يكن على السرير ويقال قل عرش فلان اذا ذهب سلطانه

{ المجيد } هو الشريف ذاته الجميل أفعاله الجزيل عطاؤه نواله فكان شرف الذات اذا قارنه حسن افعال سمى مجيدا وهو الماجد أيضا ولكن أحدهما دل على المبالغة وكأنه يجمع من اسم الجليل واسم الوهاب والكى قال فى القاموس المجيد الرفيع العال والكريم والشريف الفعال ومجده عظمه وأثنى عليه والعطاء كثره والتمجيد ذكر الصفات الحسنة وقرئ بالكسر صفة للعرش ومجد العرش علوه فى الجهة وعظم مقداره وحسن صورته وتركيبه فانه أحسن الاجسام تركيبا وصورة وفى الحديث ( ما الكرسى فى جنب العرش الا كحلقة ملقاة فى أرض فلاة ) فاذا كان الكرسى كذلك مع سعته فما ظنك بسائر الاجرام العلوية والسفلية قال سهل رحمه اللّه ظهر اللّه العرش اظهارا للقدرة لا مكانا للذات ولا احتياجا اليه

قال بعضهم ومن العجب ان اللّه لو ملأ العرش مع تلك السعة من حبوب الذرة وخلق طيرا اكل حبة واحدة منها فى ألف سنة لنفدت الحبوب ولا تنقطع مدة الآخرة ومع هذا لا يخاف بنوا آدم من عذاب تلك المدة ويضيعون أعمارهم فى شئ حقير سريع الزوال وفيه اشارة الى قلب العارف المستوى للرحمن كما جاء فى الحديث ( قلب العارف عرش اللّه ) ومجده هو أنه ما وسع ذلك الواسع المجيد غيره وخاصية هذا الاسم تحصيل الجلالة والمجد والطهارة ظاهرا وباطنا حتى فى عالم الابدان والصور فلقد قالوا اذا صام الابرص اياما وقرأه كل ليلة عند الافطار كثيرة فانه يبرأ باذن اللّه تعالى اما بلا سبب او بسبب يفتح اللّه له به.

﴿ ١٥