١٤

{ ان ربك لبالمرصاد } تعليل لما قبله وايذان بان كفار قومه عليه السلام سيصيبهم مثل ما اصاب المذكورين من العذاب كما ينبئ عنه التعرض لعنوان الربوبية مع الاضافة الى ضميره عليه السلام والمرصاد المكان الذى يترقب فيه الراصدون مفعال من رصده كالميقات من وقته والباء للظرفية اى انه لفى المكان الذى تترقب فيه السابلة ويجوز أن يكون صيغة مبالغة كالمطعان والباء تجريدية وهذا تمثيل لارصاده تعالى بالعصاة وانهم لا يفوتنه شبه حاله تعالى فى كونه حفيظ لاعمال العباد مجازيا عليها على النقير والقطمير ولا محيد للعباد عن ان لا يكون مصيرهم الا اللّه بحال من قعد على طريق السابلة يترصدهم ليظفر بالجانى او لاخذ المسك او نحو ذلك ولا مخلص لهم من العبور الى ذلك الطريق ثم استعمل هنا ما كان مستعملا هناك ( قال الكاشفى ) حق سبحانه همه رامى بيند ومى شنود وبرو بوشيده نيست

هم نهان داند وهم آنجه نهان ترباشد ... يعلم السر واخفى صفت حضرت اوست

ويقال يعنى ملائكة ربك على الصراط يترصون على جسر جهنم فى سبعة مواضع فيسأل فى اولها عن الايمان فان سلم من النفاق والرياء والا تردى فى النار وفى الثانى عن الصلاة فان اتم ركوعها وسجودها واقامها فى مواقيتها نجلا والا تردى فى النار وفى الثالث عن الزكاة وفى الرابع عن صوم شهر رمضان وفى الخامس عن الحج والعمرة وفى السادس عن الوضوء والغسل من الجنابة وفى السابع عن بر الوالدين وصلة الرحم فان خرج منها قيل له انطلق الى الجنة والا وقع فى النار.

﴿ ١٤