٦

{ الم يجدك يتيما } مات ابواك

{ فآوى } جواب ألم او نسق قاله ابن خالويه اى قد وجدك ربك والوجود بمعنى العلم ويتيما مفعوله الثانى اى الم يعلمك اللّه يتيما فجعل لك مأوى تأوى اليه يقال أوى فلان الى منزلة يأوى أويا على فعول رجع ولجأ وآويته انا ايواء والمآوى كل مكان يأوى اليه شئ ليلا او نهارا اى يرجع وينزل ويجوز ان يكون الوجود بمعنى المصادفة ويتيما حال من مفعوله يعنى على المجاز بان يجعل تعلق العلم الوقوعى الحالى مصادفة والا فحقيقة المصادفة لا تمكن فى حقه تعالى ( روى ) أن اباه عبد اللّه ابن عبد المطلب مات وهو عليه السلام جنين قد اتت عليه سنة اشهر وماتت امه وهو ابن ثمان سنين فكفله عمه ابو طالب عطفه اللّه عليه فأحسن تربيته وذلك ايوآؤه وقال بعضهم لما ولد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان مع جده عبد المطلب ومع آمنة فهلكت امه آمنة وهو ابن ست سنين ثم مات جده بعد امه بسنتين ورسول اللّه ابن ثمان سنين ولما شرف جده عبد المطلب على الموت اوصى به عليه السلام ابا طالب لأن عبد اللّه وابا طالب كانا من ام واحدة فكان ابو طالبه و الذى تكفل رسول اللّه الى ان بعثه اللّه للنبوة بنصره مدة مديدة ثم توفى ابو طالب نفال المشركون منه عليه السلام ما لم ينالوا فى زمان ابى طالب اى آذوه وكان عليه السلام يقول كنت يتيما فى الصغر وغريبا فى الكبر وكان يجب الايتام ويحسن اليهم وفى الحديث ( من ضم يتيما وكان نفقته وكفاه مؤونته كان له حجاب من النار ومن مسح برأس يتيم كان له بكل شعرة حسنة ) وانما جعله اللّه يتيما لئلا يسبق على قلب بشر ان الذى نال من العز والشرف والاستيلاء كان عن تظاهر نسب او توارث مال او نحو ذلك وفى التأويلات النجمية الم يجدك يتيما اى رآك يتيما فآواك الى صدف النبوة ومشكاة الولاية . بس كه غواص قدم درتك درياى عدم . غطوه زد تابكف آورد جنين دريتيم . يا ديد ترا كوهرى يكلنه كه بكمال قابليت ازهمه كائنات منفرد بودى وبقطع علاقة نسبت ازماسوى متوحد ترامتمن ساخته در حضرت احديت جمع كه مقام خاض تست . وفى الكشاف ومن بديع التفاسير أنه من قولهم درة يتيمة وان المعنى الم يجدك واحدا فى قريش عديم النظير اى فى العز والشرف فآواك فى دار اعدآئك فكنت بين القوم معصوما محروسا.

﴿ ٦