|
٣ { ومن شر غاسق } تخصيص لبعض الشرور بالذكر مع اندراجه فيما قبله لزيادة مساس الحاجة الى الاستعاذة منه لكثرة وقوعه ولان تعيين المستعاذ ادل على الاعتناء بالاستعاذة وادعى الى الاعاذة اى ومن شر ليل مختلط ظلامه متسند وذلك بعد غيبوبة الشفق من قوله تعالى الى غسق الليل اى اجتمع ظلمته وفى القاموس الغسق محركة ظلمة اول الليل وغسق الليل غسقا ويحرك اشتدت ظلمته فالغاسق الليل المظلم كما فى المفردات واصل الغسق الامتلاء يقال غسقت العين اذا امتلأت دمعا او هو السيلان وغسق العين سيلان دمعها واضافة الشر الى الليل لملابسته له بحدوثه فيه وتنكيره لعدم شمول الشر لجميع افراده ولا لكل اجزآئه { اذا وقب } الوقب النقرة فى الشئ كالنقرة فى السخرة يجتمع فيها الماء ووقب اذا دخل فى وقت ومنه وقيت الشمس اذا غابت ووقب الظلام دخل والمعنى اذا دخل ظلامه فى كل شئ وتقييده به لان حدوث الشرفيه اكثر والتحرز منه اصعب واعسر ولذلك قيل الليل اخفى للويل وقيل اغدر الليل لانه اذا اظلم كثر فيه الغدر والغوث يقل فى الليل ولذا لو شهر انسان بالليل سلاحا فقتله المشهر عليه لا يلزمه قصاص ولو كان نهارا يلزمه لانه يوجد فيه الغوث والحاثل انه ينبعث اهل الحرب فى الليل وتخرج عفاريت الجن والهوام والمؤذيات نهى رسول اللّه عليه السلام عن السير فى اول الليل وامر بتغيطية الاوانى واغلاق الابواب وايكاء الاسقية وضم الصبيان وكل ذلك للحذر من الشر والبلاء وقيل الغاسق القمر اذا امتلأ ووقوبه دخوله فى الخسوف واسوداده لما روى عن عائشة رضى اللّه عنها انها قالت اخذ رسول اللّه عليه السلام بيدى فاشار الى القمر فقال ( تعوذى باللّه من شر هذا فانه الغاسق اذا وقب وشره الذى يتقى ما يكون فى الابدان ) كآفات التى تحدث بسببه ويكون فى الاديان كالفتنة التى بها افتتن من عبده وعبد الشمس وقيل التعبير عن القمر بالغاسق لان جرمه مظلم وانما يستنير بضوء الشمس ووقوبه المحاق فى آخر الشهر والمنجمون يعدونه نحسا ولذلك لا تشتغل السحرة بالسحر المورث للتمريض الا فى ذلك قيل وهو المناسب لسبب النزول وقيل الغاسق الثريا ووقو بها اسقطها لانها اذا سقطت كثرت الامراض والطواعين واذا طلعت قلت الامراض والآلم وقيل هو كل شر يعترى الانسان ووقوب به هجومه ويجوز أن يراد بالغاسق الاسود من الحيات ووقبه ضربه ولبسه وفى القاموس هو الذكر اذا وقام هو منقول عن ابن عباس رضى اللّه عنهما وجماعة. |
﴿ ٣ ﴾