١٢٥قوله تعالى عز وجل { وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا } يقول وضعنا البيت يعني الكعبة معادا لهم يعودون إليه مرة بعد مرة وقال قتادة مجمعا للناس يثوبون إليه من كل جهة وفي كل سنة فلا يقضون منها وطرا { وأمنا } يعني جعلناه أمنا لمن التجأ إليه يعني من وجب عليه القصاص ولهذا قالوا لو أن رجلا وجب عليه القصاص فدخل الحرم لا يقتص منه في الحرم وهكذا روي عن ابن عمر أنه قال لو وجدت قاتل عمر في الحرم ما هيجته يعني ما أزعجته ولكن يمنع منه المنافع حتى يضجر فيخرج فيقتص منه ويقال { آمنا } لغير الممتحنين وهي الصيود إذا دخلت الحرم صارت أمنة ويقال آمنا من الجذام ثم قال تعالى { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } قرأ نافع وابن عامر { واتخذوا } بنصب الخاء على وجه الخبر معناه جعلناه مثابة فاتخذوه مصلى وقرأ الباقون بكسر الخاء على معنى الأمر حدثنا الخليل بن أحمد قال حدثنا الدبيلي قال حدثنا أبو عبد اللّه قال حدثنا سفيان عن زكريا بن أبي زائدة عمن حدثه عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه قال كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يطوف بالبيت يوم الفتح فلما فرغ من طوافه أتى المقام فقال هذا مقام أبينا إبراهيم الخليل فقال عمر أفلا تتخذه مصلى يا رسول اللّه فأنزل اللّه تعالى { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } ويقال المسجد الحرام كله مقام إبراهيم هكذا روي عن مجاهد وعطاء قوله تعالى { وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل } أي أمرنا إبراهيم وإسماعيل { أن طهرا بيتي } يعني مسجدي من الأوثان ويقال من جميع النجاسات ثم قال { للطائفين } أي طهرا المسجد من الأوثان والنجاسات لأجل الطائفين الذين يطوفون بالبيت وهم الغرباء { والعاكفين } وهم أهل الحرم المقيمون بمكة من مكة وغيرهم { والركع السجود } يعني أهل الصلاة من كل وجه من الآفاق قرأ نافع وعاصم في رواية حفص { طهرا بيتي } بنصب الياء وقرأ الباقون بسكون الياء |
﴿ ١٢٥ ﴾