١٩٩

ثم قال تعالى { وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن باللّه } يعني مؤمني أهل الكتاب معناه من أهل الكتاب من آمن باللّه فصدق { وما أنزل إليكم } من القرآن وصدق بما { وما أنزل إليهم } من التوراة والإنجيل يعني على أنبيائهم فذكر حالهم وبين ثوابهم لكي يرغب غيرهم من أهل الكتاب ليؤمنوا إذا علموا بثوابهم

ثم نعتهم فقال { خاشعين للّه } يعني متواضعين للّه والخشوع أصله التذلل وكذلك الخضوع وقد فرق بعض أهل اللغة بين الخشوع والخضوع فقال الخضوع في البدن خاصة

والخشوع يكون في البدن والبصر والصوت والقلب قال اللّه تعالى { وخشعت الأصوات للرحمن } طه ١٠٨ وقال { خاشعة أبصارهم } القلم ٤٣ المعارج ٤٤

ثم قال تعالى { ولا يشترون بآيات اللّه ثمنا قليلا } يعني عرضا يسيرا كفعل اليهود { أولئك لهم أجرهم } يعني ثوابهم { عند ربهم } الجنة { إن اللّه سريع الحساب } يعني شديد العقوبة ويقال سريع الحفظ والتعريف

﴿ ١٩٩