٢٠٠

قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا اصبروا } على البلاء والجهاد وأداء الفرائض وعن المعاصي { وصابروا } مع نبيكم صلّى اللّه عليه وسلّم على عدوكم حتى يدعوا دينهم إلى دينكم يعني يتركوا الشرك ويدخلوا في الإيمان { ورابطوا } مع عدوكم ما أقاموا وهذا قول الكلبي وقال عكرمة { اصبروا } على البلاء وعلى طاعة اللّه { وصابروا } أهل الضلالة { ورابطوا } الخيول وقال الزجاج { اصبروا } على دينكم { وصابروا } على عدوكم { ورابطوا } أي أقيموا على جهادكم بالحرب وقيل { اصبروا } بأبدانكم { وصابروا } بقلوبكم { و رابطوا } بأرواحكم { واتقوا اللّه } في جميع ما أمركم ونهاكم وقال القتبي أصل المرابطة أن يربطوا خيولهم في الثغر

ثم قال تعالى { لعلكم تفلحون } يقول تفوزون وتأمنون النار وتنجون منها ويقال أصل الفلاح البقاء في النعمة ويقال الفلاح أن يبلغ الإنسان نهاية ما يأمله واللّه سبحانه وتعالى أعلم وصلي اللّه على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله صحبه وسلّم تسليما كثيرا إلى يوم الدين آمين

﴿ ٢٠٠