٤١

وقوله تعالى { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد } يعني فكيف يصنعون وكيف يكون حالهم إذا جئنا من كل أمة بشهيد يعني بنبيها هو شهيدها شاهد بتبليغ الرسالة من ربهم { وجئنا بك } يا محمد { على هؤلاء شهيدا } يعني على أمتك شهيدا بالتصديق لهم لأن أمته يشهدون على الأمم المكذبة للرسالة وذلك أنه إذا كان يوم القيامة يقول اللّه تعالى للأمم الخالية هل بلغكم الرسل رسالاتي فيقولون لا فتقول الرسل قد بلغنا ولنا شهود فيقول عز وجل ومن شهودكم فيقولون أمة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم فيؤتى بأمة محمد فيشهدون بتبليغ الرسالة بما أوحي إليهم من ربهم في كتابهم في قصة الأمم الخالية فتقول الأمم الخالية إن فيهم زواني وسراقا فلا تقبل شهادتهم فيزكيهم النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فيقول المشركون { واللّه ربنا ما كنا مشركين } سورة الأنعام ٢٣ فيختم على أفواهم وتشهد أيديهم وأرجلهم بما كانوا يكسبون فذلك قوله تعالى { يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض } يعني تخسف بهم الأرض ويقال { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد } الرسل يشهدون على قومهم بتبليغ الرسالة ويشهد النبي صلّى اللّه عليه وسلّم على أمته بتبليغ الرسالة لمن قبل ولمن لم يقبل

قال الفقيه حدثنا الخليل بن أحمد قال حدثنا أبو منيع قال حدثنا أبو كامل قال حدثنا فضيل عن يونس بن محمد بن فضالة عن أبيه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أتاهم في بني ظفر فجلس على الصخرة التي في بني ظفر ومعه ابن مسعود ومعاذ وأناس من الصحابة فأمر قارئا فقرأ حتى إذا أتى على هذه الآية { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } بكى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتى أخضلت وجنتاه فقال يا رب هذا علمي بمن أنا بين ظهرانيهم فكيف بمن لم أرهم

﴿ ٤١