١١٩

ثم قال عز وجل { ولأضلنهم } يعني عن الهدى والحق { ولأمنينهم } يعني لأخبرنهم بالباطل أنه لا جنة ولا نار ولا بعث { ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام } وهي البحيرة وذلك أن أهل الجاهلية كانوا يشقون آذان الأنعام ويسمونها بحيرة وذكر قصتهم في سورة المائدة ثم قال { ولآمرنهم فليغيرون خلق اللّه } قال عكرمة هو الخصاء وهكذا روي عن ابن عباس وأنس بن مالك وروي عن سعيد بن جبير قال هو دين اللّه وهكذا قال الضحاك ومجاهد وقيل لمجاهد إن عكرمة يقول هو الخصاء فقال ما له لعنة اللّه وهو يعلم أنه غير الخصاء فبلغ ذلك عكرمة فقال هو فطرة اللّه وقال الزجاج إن اللّه تعالى خلق الأنعام ليركبوها فحرموها على أنفسهم وخلق الشمس والقمر والحجارة مسخرة للناس فجعلوها آلهة يعبدونها فقد غيروا خلق اللّه تعالى { ومن يتخذ الشيطان وليا } يعني يعبد الشيطان ويطيعه { من دون اللّه } تعالى يعني ترك أمر اللّه تعالى وطاعته { فقد خسر خسرانا مبينا } يعني ضل ضلالا { مبينا } بينا عن الحق

﴿ ١١٩