١٤٦

ثم قال عز وجل { إلا الذين تابوا } من النفاق { وأصلحوا } أعمالهم { واعتصموا باللّه } يعني تمسكوا بدين اللّه تعالى وبتوحيده { وأخلصوا دينهم للّه } يعني بتوحيدهم للّه بالإخلاص فإن فعلوا ذلك { فأولئك مع المؤمنين } يعني المصدقين على دينهم لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم

ثم قال { وسوف يؤت اللّه المؤمنين } يعني يعطي اللّه المؤمنين { أجرا عظيما } يعني ثوابا عظيما في الآخرة وفي هذه الآية دليل أن المنافقين هم أشر خلق اللّه تعالى لأنه أوعدهم الدرك الأسفل من النار ثم استثنى لهم أربعة أشياء التوبة والإخلاص والإصلاح والاعتصام ثم قال بعد هذا كله { فأولئك مع المؤمنين } ولم يقل هم المؤمنون ثم قال { وسوف يؤت اللّه المؤمنين } ولم يقل سوف يؤتيهم اللّه بغضا لهم وإعراضا عنهم والمنافقون هم الزنادقة والقرامطة الذين هم بين المؤمنين يظهرون من أنفسهم الإسلام وإذا اجتمعوا فيما بينهم يسخرون بالإسلام وأهله فهم من أهل هذه الآية ومأواهم الهاوية

﴿ ١٤٦