٧١

ثم قال { وحسبوا أن لا تكون فتنة } يعني ظنوا أنهم لا يفتنون بتكذبيهم الرسل وقتلهم الأنبياء ويقال ظنوا أن لا يعاقبوا ولا يصيبهم البلاء والشدة والقحط ويقال ظنوا أن قتل الأنبياء لا يكون كفرا ويقال ظنوا أن لا تفسد قلوبهم بالتكذيب وقتل الأنبياء قرأ حمزة والكسائي وأبو عمرو { أن لا تكون فتنة } بضم النون وقرأ الباقون بالنصب فمن قرأ بالنصب بمعنى أن ومن قرأ بالضم بمعنى حسبوا أنه لا تكون فتنة معناه حسبوا أن فعلهم غير فاتن لهم

ثم قال تعالى { فعموا وصموا } يعني عموا عن الحق وصموا عن الهدى فلم يسمعوه { ثم تاب اللّه عليهم } يقول تجاوز عنهم ورفع عنهم البلاء فلم يتوبوا { ثم عموا وصموا كثير منهم } ويقال معناه تاب اللّه على كثير منهم { وعموا وصموا كثير منهم } ويقال {ثم تاب اللّه عليهم} يعني بعث محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم ليدعوهم إلى التوراة { ثم عموا وصموا } بتكذيب محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم ويقال { عموا وصموا } حين عبدوا العجل ثم تاب اللّه عليهم بعدما قتلوا سبعين ألفا وهذا على جهة المثل يعني لم يعملوا بما سمعوا ولم يعتبروا بما أبصروا فصاروا كالأعمى والأصم

ثم قال { واللّه بصير بما يعملون } بقتلهم الأنبياء وتكذيبهم الرسل يعني عليم بمجازاتهم

﴿ ٧١