٧٥ثم بين اللّه تعالى أن المسيح عبده ورسوله وبين الحجة في ذلك فقال { ما المسيح ابن مريم إلا رسول } يعني هو رسول كسائر الرسل { قد خلت من قبله الرسل } وهو من جملة الرسل { وأمه صديقه } تشبه النبيين وذلك حين صدقت جبريل حين قال لها { إنما أنا رسول ربك } مريم ١٩ والصديق في اللغة هو المبالغ في التصديق وقال في آية أخرى { وصدقت بكلمات ربها } التحريم ١٢ ثم قال { كانا يأكلان الطعام } يعني المسيح وأمه كانا يأكلان ويشربان ومن أكل وشرب تكون حياته بالحيلة والرب لا يأكل ولا يشرب ويقال { كانا يأكلان الطعام } كناية عن قضاء الحاجة لأن الذي يأكل الطعام فله قضاء الحاجة ومن كان هكذا لا يصلح أن يكون ربا ثم قال { انظر كيف نبين لهم الآيات } يعني العلامات في عيسى ومريم أنهما لو كانا إلهين ما أكلا الطعام { ثم انظر أنى يؤفكون } يقول من أين يكذبون بإنكارهم بأني واحد وقال القتبي { أنى يؤفكون } يعني أنى يصرفون عن الحق ويعدلون عنه يقال أفك الرجل عن كذا إذا عدل عنه ثم أخبر اللّه تعالى عن جهلهم وقلة عقلهم فقال { قل } يا محمد { أتعبدون من دون اللّه } يعني عيسى وأمه { ما لا يملك لكم } يقول ما لا يقدر لكم { ضرا } في الدنيا { ولا نفعا } في الآخرة وتركتم عبادة اللّه { واللّه هو السميع } لقولكم { العليم } بعقوبتكم |
﴿ ٧٥ ﴾