٩ثم قال { ولو جعلناه ملكا } يعني لو أنزلنا ملكا بالنبوة { لجعلناه رجلا } يعني لأنزلناه على شبه رجل على صورة آدمي ألا ترى أنهم حين جاؤوا إلى إبراهيم عليه السلام جاؤوا على صورة الضيفان وعلى داود عليه السلام مثل الخصمين وكان جبريل عليه السلام ينزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على صورة دحية الكلبي ثم قال تعالى { وللبسنا عليهم ما يلبسون } يعني لو نزل الملك على أشباه الآدميين لا يزول عنهم الاشتباه والتلبس وروى بعضهم عن ابن عامر أنه قرأ { ما يلبسون } بنصب الباء يعني جعلنا عليه من الثياب ما يلبسونه على أنفسهم ظنوا أنه آدمي والقراءة المعروفة بالكسر يقال لبس يلبس إذا لبس الثوب ولبس يلبس إذا خلط الأمر وقال القتبي { وللبسنا } يعني أظللناهم بما ضلوا به من قبل أن يبعث الملك |
﴿ ٩ ﴾