١٤

ثم قال { قل أغير اللّه أتخذ وليا } يعني ربا وذلك أن المشركين قالوا للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم إن آباءك كانوا على مذهبنا وديننا وإنما تركت أنت مذهبهم ودينهم للحاجة فارجع إلى مذهب آبائك حتى نعينك بالمال فنزل { قل أغير اللّه أتخذ وليا } يعني أعبد ربا { فاطر السموات والأرض } يعني خالق السموات والأرض ويقال مبتدئهما ومنه قول النبي صلّى اللّه عليه وسلّم كل مولود يولد على الفطرة وإنما أبواه على ابتداء الخلقة وهو الإقرار باللّه حين أخذ عليهم العهد في أصلاب آباءهم وإنما صار { فاطر } كسرا لأنه من صفة اللّه تعالى يعني أغير اللّه فاطر السموات والأرض وقال الزجاج يجوز الضم على معنى هو فاطر السموات والأرض ويجوز النصب على معنى اذكروا فاطر السموات إلا أن الاختيار الكسر

ثم قال { وهو يطعم ولا يطعم } يعني يرزق الخلق ولا يرزق ويقال هو يرزق ولا يعان على رزق الخلق وقرأ بعضهم { يطعهم ولا يطعم } بنصب الياء يعني يرزق ولا يأكل

﴿ ١٤