٢٢

قوله تعالى { ويوم نحشرهم جميعا } يوم القيامة { ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون } يعني أين آلهتكم التي تزعمون يعني تعبدون من دون اللّه { ثم لم تكن فتنتهم } وأصل الفتنة في اللغة هو الاختبار ويقال فتنت الذهب في النار إذا أدخلته فيها لتعلم جودته وإنما سمي جوابهم فتنة لأنهم حين سئلوا اختبروا بما عندهم بالسؤال فلم يكن الجواب من ذلك الاختبار فتنة إلا هذا القول ويقال ثم لم تكن معذرتهم وجوابهم { إلا أن قالوا واللّه ربنا ما كنا مشركين } قال مجاهد إن المشركين لما رأوا يوم القيامة أن اللّه لا يغفر ذنوبهم يقول بعضهم لبعض يا ويلكم جئتم بما لا يغفر اللّه لكم هلموا الآن فلنكذب على أنفسنا ونحلف على ذلك فحلفوا فحينئذ ختم على أفواههم فتشهد أيديهم وأرجلهم عليهم

قرأ ابن عامر وابن كثير وعاصم في رواية حفص { ثم لم تكن فتنتهم } بالتاء لأن الفتنة مؤنث و { فتنتهم } بضم التاء لأنه اسم تكن والخبر { إلا إن قالوا } وقرأ حمزة والكسائي { ثم لم يكن } بالياء لأن الفتنة مؤنثة إلا إن تأنيثه ليس بحقيقي ولأن الفتنة بمعنى الإفتان فانصرف إلى المعنى { فتنتهم } بالنصب فجعلاه خبر تكن والاسم ما بعده وقرأ أبو عمرو ونافع وعاصم في رواية أبي بكر

﴿ ٢٢