٩٤

قوله تعالى { ولقد جئتمونا فرادى } يعني في الآخرة { فرادى } لا ولد لكم ولا مال الفرادى جمع فرد يعني ليس معكم من دنياكم شيء { كما خلقناكم أول مرة } أي في الدنيا حين ولدتم { وتركتم ما خولناكم } يعني أعطيناكم من المال والولد { وراء ظهوركم } في الدنيا { وما نرى معكم شفعاءكم } يعني آلهتكم { الذين زعمتم } في الدنيا { أنهم فيكم شركاء } يعني قلتم لي شركاء ولكم شفعاء عند اللّه تعالى

{ لقد تقطع بينكم } قرأ نافع والكسائي وعاصم في رواية حفص { بينكم } بالنصب وقرأ الباقون { بينكم } بالضم فمن قرأ بالضم جعل البين اسما يعني نقطع وصلتكم ومودتكم ومن قرأ بالنصب فمعناه لقد تقطع ما كنتم فيه من الشركة بينكم فيصير نصبا بالظرف كما تقول أصبحت بينكم أي فيما بينكم { وضل عنكم ما كنتم تزعمون } يعني اشتغل عنكم ما كنتم تعبدون وتزعمون أنها شفعاؤكم

﴿ ٩٤