١٠٢ثم قال { ذلكم اللّه ربكم } يعني الذي فعل هذا هو ربكم { لا إله إلا هو } يعني لا خالق غيره { خالق كل شيء فاعبدوه } يعني وحدوه وأطيعوه { وهو على كل شيء وكيل } يعني كفيل بأرزاقهم ويقال { وكيل } يعني حفيظ ثم عظم نفسه فقال { لا تدركه الأبصار } قال مقاتل يعني لا يراه الخلق في الدنيا وروى الشعبي عن مسروق قال قلت لعائشة رضي اللّه عنها هل رأى محمد صلّى اللّه عليه وسلّم ربه فقالت لقد اقشعر قلبي مما قلت وجلدي أين أنت من ثلاثة من حدثك بهن فقد كذب من حدثك أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم رأى ربه فقد كذب ثم قرأت { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار } ومن حدثك أنه قد علم ما في غد فقد كذب ثم قرأت { وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا } سورة لقمان٣٤ ومن حدثك أنه كتم شيئا من الوحي فقد كذب ثم قرأت { يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } المائدة٦٧ ثم قال { وهو يدرك الأبصار } يعني لا يخفى عليه شيء ولا يفوته قال الزجاج في هذه الآية دليل أن الخلق لا يدركون الأبصار أي لا يعرفون كيف حقيقة البصر وما الشيء الذي صار به الإنسان يبصر من عينيه دون أن يبصر من غيرهما من سائر أعضائه فاعلم أنهم لا يحيطون بعلمه فكيف به |
﴿ ١٠٢ ﴾