١٣٠

ثم قال { يا معشر الجن والإنس } يقول لهم { ألم يأتكم رسل منكم } قال مقاتل بعث اللّه تعالى رسلا من الجن إلى الجن ومن الإنس إلى الإنس ويقال رسل الجن التسعة الذين سمعوا القرآن من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ورجعوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا أجيبوا داعي اللّه ويقال { ألم يأتكم رسل منكم } يعني من الإنس خاصة وقال ابن عباس كانت الرسل تبعث إلى الإنس وأن محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم بعث إلى الجن والإنس

ثم قال تعالى { يقصون عليكم } يقول يقرؤون ويعرضون عليكم { آياتي } يعني القرآن { وينذرونكم } يعني يخوفونكم { لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا } يعني يقولون بلى أقررنا أنهم قد بلغوا وكفرنا بهم يعني كما قالت الرسل وذلك بعدما شهد عليهم سمعهم وأبصارهم يقول اللّه تعالى { وغرتهم الحياة الدنيا } يعني ما في الدنيا من زهرتها وزينتها

{ وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين } في الدنيا يقول اللّه تعالى { النار مثواكم خالدين فيها } الأنعام ١٢٨ على وجه التقديم والتأخير

﴿ ١٣٠