١٩

ثم قال تعالى { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح } يقول إن تستنصروا فقد نصركم اللّه وذلك حين قال أبو جهل بن هشام اللّهم أنصر أعز الجندين إليك وأحب الفئتين إليك فاستجيب دعاؤه على نفسه وعلى أصحابه

ثم قال { وإن تنتهوا } عن قتاله { فهو خير لكم } من قتاله ويقال إن أهل مكة حين أرادوا الخروج إلى بدر أخذوا بأستار الكعبة وقالوا اللّهم أي الفئتين أحب إليك فانصرهم فنزل { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا } عن قتال محمد صلى اللّه عليه وسلم وعن الكفر { فهو خير لكم } من الإقامة عليه { وإن تعودوا } لقتال محمد صلى اللّه عليه وسلم { نعد } عليكم الهزيمة { ولن تغني عنكم فئتكم } يعني جماعتكم { شيئا ولو كثرت } في العدد { وأن اللّه مع المؤمنين } يعني معين لهم وناصرهم قرأ نافع وإبن عامر وعاصم في إحدى الروايتين { وأن اللّه } بالنصب والباقون بالكسر على معنى الإستئناف ويشهد لها قراءة عبد اللّه بن مسعود واللّه مع المؤمنين

﴿ ١٩