٢٤قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا إستجيبوا للّه } يعني أجيبوا اللّه بالطاعة في أمر القتال { وللرسول إذا دعاكم } إلى القتال أو غيره وإنما قال { إذا دعاكم } ولم يقل إذا دعواكم لأن الدعوة واحدة ومن يجب الرسول فقد أجاب اللّه تعالى قوله تعالى { لما يحييكم } يعني القرآن الذي به حياة القلوب ويقال { لما يحييكم } أي أمر الحرب الذي يعزكم ويصلحكم ويقويكم بعد الضعف ويقال { لما يحييكم } يعني يهديكم ويقال { لما يحييكم } يعني لما يكون سببا للحياة الدائمة في نعيم الآخرة { واعلموا أن اللّه يحول بين المرء وقلبه } قال الفقيه حدثنا محمد بن الفضل قال حدثنا فارس بن مردويه عن محمد بن الفضل عن أبي مطيع عن حماد بن سلمة عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنه قال يحول بين المؤمن ومعاصيه التي تسوقه وتجره إلى النار ويحول بين الكافر وطاعته التي تجره إلى الجنة ويقال يحول بين المرء وإرادته لأن الأمر لا يكون بإرادة العبد وإنما يكون بإرادة اللّه تعالى كما قال أبو الدرداء ( يريد المرء أن يعطى مناه ويأبى اللّه إلا ما أرادا ) ويقال يحال { بين المرء وقلبه } يعني وأمله لأن الأجل حال دون الأمل وقال سعيد بن جبير يحول بين الكافر والإيمان وبين المؤمن والكفر وقال مجاهد { يحول بين المرء وقلبه } يعني يدركه ولا يفعله ثم قال { وأنه إليه تحشرون } يعني في الآخرة فتثابون بأعمالكم |
﴿ ٢٤ ﴾