٢٧قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا اللّه والرسول } روى أسباط عن السدي قال كانوا يسمعون من النبي عليه السلام الحديث فيفشونه حتى يبلغ المشركين فنهاهم اللّه عن ذلك فقال { يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا اللّه والرسول } ويقال كل رجل مؤتمن على ما فرض اللّه عليه إن شاء أداها وإن شاء خانها وقال القتبي الخيانة أن يؤتمن على شيء فلا يؤدي إليه ثم سمى العاصي من المسلمين خائنا لأنه قد إئتمن على دينه فخان كما قال في آية أخرى { علم اللّه أنكم كنتم تختانون أنفسكم } [ البقرة : ١٨٧ ] ويقال نزلت الآية في أبي لبابة بن عبد المنذر حين أشار إلى بني قريظة أن لا ينزلوا على حكم سعد وأشار إلى حلقه إنه الذبح وذلك أن النبي صلى اللّه عليه وسلم لما حاصر بني قريظة من بعد إنصرافهم من الخندق ووقف بباب الحصن وفيه ستمائة رجل من اليهود وقد كانوا ظاهروا قريشا على حرب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فناداهم يا إخوة القردة والخنازير إنزلوا على حكم اللّه ورسوله فقالت اليهود يا محمد ما كنت فحاشا قبل هذا فبعث إليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أبا لبابة بن عبد المنذر فدخل على اليهود فركنوا إليه وقالوا يا أبا لبابة أتأمرنا بالنزول إلى محمد صلى اللّه عليه وسلم فأشار بيده إلى حلقه يعني إنه الذبح إن نزلتم إليه فقال أبو لبابة والذي نفسي بيده ما زالت قدماي من مكاني حتى علمت أني قد خنت اللّه ورسوله وأوثق نفسه إلى سارية المسجد حتى أنزل اللّه تعالى توبته ونزل { يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا اللّه والرسول } { وتخونوا أماناتكم } يعني لا تخونوا أماناتكم { وأنتم تعلمون } أنها خيانة قال محمد بن إسحاق { لا تخونوا اللّه والرسول } يعني لا تظهروا له من الحق ما يرضى عنكم ثم تخالفوه في السر فإن ذلك هلاكا لأنفسكم وخيانة لأماناتكم |
﴿ ٢٧ ﴾