٥٣

قوله تعالى { ذلك } العذاب الذي نزل بهم { بأن اللّه لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } _ في الدين والنعم فإذا غيروا غير اللّه عليهم ما بهم من النعمة وهذا قول الكلبي وروى أسباط عن السدي في قوله { لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم } قال أنعم اللّه تعالى بمحمد صلى اللّه عليه وسلم على أهل مكة وكفروا به فنقله إلى الأنصار

ويقال أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف فلم يشكروا فجعل لهم مكان الأمن الخوف ومكان الرخاء الجوع وهذا كقوله { وضرب اللّه مثلا قرية كانت ءامنة مطمئنة } إلى قوله { فأذاقها اللّه لباس الجوع والخوف } [ النحل : ١١٢ ] وقال الضحاك ما عذب اللّه قوما قط ولا سلبهم النعمة ولا فرق بينهم وبين العافية حتى كذبوا رسلهم فلما فعلوا ذلك ألزمهم الذل وسلبهم العز فذلك قوله تعالى { ذلك بأن اللّه لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }

ثم قال { وأن اللّه سميع عليم } { سميع } لمقالتهم { عليم } بأفعالهم

﴿ ٥٣