٥٨

قوله تعالى { وأما تخافن من قوم خيانة } يعني وإن علمت من قوم نقض العهد والخيانة أن يؤتمن الرجل على شيء فلا يؤدي الأمانة وسمي ناقض العهد خائنا لأنه أؤتمن بالعهد فغدر ونكث { فانبذ إليهم على سواء } يعني فأعلمهم بأنك قد نقضت العهد وأعلمهم بالحرب لتكون أنت وهم في العلم بالنقض على سواء وقال القتبي إذا أردت أن تعرف فضل العربية على غيرها فانظر في الآية وقد ترجموا سائر الكتب ومن أراد أن يترجم القرآن إلى لغة أخرى فلا يمكنه ذلك لأنك لو أردت أن تنقل قوله

{وأما تخافن من قوم خيانة } لم تستطع بهذا للفظ ما لم تبسط مجموعها وتظهر مستورها فتقول إن كان بينك وبين قوم هدنة وعهد فخفت منهم خيانة ونقضا فأعلمهم أنك قد نقضت ما شرطت لهم وآذنهم بالحرب لتكون أنت وهم في العلم بالنقض على سواء

ثم قال { إن اللّه لا يحب الخائنين } يعني الناقضين للعهد

﴿ ٥٨