٥

قوله تعالى { فإذا إنسلخ الأشهر الحرم } يقول إذا مضى الأشهر التي جعلتها أجلهم { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } في الحل والحرم يعني المشركين الذين لا عهد لهم بعد ذلك الأجل

ويقال إن هذه الآية { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } نسخت سبعين آية في القرآن من الصلح والعهد والكف مثل قوله { قل لست عليكم بوكيل } [ الأنعام : ٦٦ ] وقوله { لست عليهم بمصيطر } [ الغاشية : ٢٢ ] وقوله { فأعرض عنهم } [ النساء : ٦٣ ] وقوله { لكم دينكم ولي دين} [ الكافرون : ٦ ] وما سوى ذلك من الآيات التي نحو هذا صارت كلها منسوخة بهذه الآية

قوله تعالى { وخذوهم } يعني إئسروهم وشدوهم بالوثاق { واحصروهم } يعني إن لم تظفروا بهم فاحصروهم في الحصن والحصار قال الكلبي يعني واحبسوهم عن البيت الحرام أن يدخلوه وقال مقاتل { واحصروهم } يعني إلتمسوهم { واقعدوا لهم كل مرصد } يعني أرصدوا لهم بكل طريق وقال الأخفش يعني إقعدوا لهم على كل مرصد وكلمة على محذوفة من الكلام ومعناه واقعدوا لهم على كل طريق يأخذون فيه { فإن تابوا } من الشرك { وأقاموا الصلاة } يعني وأقروا بالصلاة { وآتوا الزكاة } يعني وأقروا بالزكاة المفروضة { فخلوا سبيلهم } يعني أتركوهم ولا تقتلوهم { إن اللّه غفور رحيم } يعني { غفور } لما كان من الذنوب في الشرك { رحيم } بهم بعد الإسلام

فقال رجل من المشركين يا علي إن أراد رجل منا بعد إنقضاء الأجل أن يأتي محمدا ويسمع كلامه أو يأتيه لحاجة أيقتل فقال علي لا

﴿ ٥