١٤

 فأنزل اللّه تعالى { قاتلوهم يعذبهم اللّه بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين } وهم خزاعة { ويذهب غيظ قلوبهم } يعني حقد قلوب خزاعة

وروى مصعب بن سعد عن أبيه قال لما كان يوم فتح مكة آمن الناس إلا ستة نفر عكرمة بن أبي جهل وعبد اللّه بن خطل ومقيس بن ضبابة وعبد اللّه بن سعد بن أبي سرح وإمرأتين فقال إقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة

وروى عبد اللّه بن رباح عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حين سار إلى مكة ذكر إلى أن قال دخل صناديد قريش من المشركين إلى الكعبة وهم يظنون أن السيف لا يرفع عنهم فطاف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالبيت فصلى ركعتين ثم أتى الكعبة فأخذ بعضادتي الباب فقال ما تقولون وما تظنون قالوا نقول أخ كريم وإبن عم حليم رحيم قال أقول كما قال يوسف { لا تثريب عليكم اليوم يغفر اللّه لكم } فخرجوا كأنما نشروا من القبور ودخلوا في الإسلام وخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الباب الذي يلي الصفا فخطب والأنصار أسفل منه فقالت الأنصار بعضهم لبعض أما إن الرجل أخذته الرأفة بقومه وأدركته الرغبة في قرابته فقال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أقلتم كذا وكذا واللّه إني رسول اللّه حقا إن محياه لمحياكم وإن مماته لمماتكم فقالوا يا رسول اللّه قلنا مخافة أن تفارقنا ضنا بك قال أنتم الصادقون عند اللّه وعند رسوله

﴿ ١٤