٥

قال تعالى { قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك } فلما قصها على أبيه إنتهره وزجره وقال ليوسف في السر إذا رأيت رؤيا بعد هذا فلا تقصها على إخوتك فذلك

قوله تعالى { فيكيدوا لك كيدا } يعني يعملوا بك عملا ويحتالوا بك حيلة في هلاكك

فإن قيل قوله { رأيتهم } هذا اللفظ يستعمل في العقلاء ولا يستعمل في غير العقلاء يقال رأيتها ورأيتهن فكيف قال ها هنا { رأيتهم }

قيل له لأنه حكى عنها الفعل الذي يكون من العقلاء وهي السجدة فذكر باللفظ الذي يوصف به العقلاء { إن الشيطان للإنسان عدو مبين } ظاهر العداوة قرأ أبو جعفر القاريء المدني { أحد عشر } بجزم الدال وقراءة العامة { أحد عشر } بالنصب قال أبو عبيدة هكذا تقرؤها لأنها أعرف اللغتين والناس عليها

﴿ ٥