١١

قوله { ويدع الإنسان بالشر } وأصله في اللغة ويدعو بالواو إلا أن الواو والألف حذفت في الكتابة لأن الضمة تقوم مقامها مثل قوله { سندع الزبانية } [ العلق : ١٨ ] وأصله سندعو أي يدعو الإنسان باللعن على نفسه وأهله وولده وماله وخدمه { دعاءه بالخير } أي دعاءه بالرزق والعافية والرحمة وما يستجاب له فلو استجيب له إذا دعاه باللعن كما يجاب له بالخير لهلك ويقال نزلت في النضر بن الحارث حيث قال { فأمطر علينا حجارة من السماء } [ الأنفال : ٣٢ ] { وكان الإنسان عجولا } يعني إن آدم عجل بالقيام قبل أن تتم فيه الروح وكذلك النضر بن الحارث استعجل بالدعاء على نفسه وهو يستعجل العذاب ويروي الحكم عن إبراهيم عن سلمان أنه قال لما خلق اللّه تعالى آدم بدأ بأعلاه قبل أسفله فجعل آدم ينظر وهو يخلق فلما كان بعد العصر قال يا رب عجل قبل الليل فذلك قوله { وكان الإنسان عجولا } قال ابن عباس لما جعل فيه الروح فإذا جاوز عن نصفه أراد أن يقوم فسقط فلذلك قيل له لا تعجل فذلك قوله { وكان الإنسان عجولا }

﴿ ١١