٨

فقال زكريا عند ذلك لجبريل عليه السلام { قال رب } يقول يا سيدي { أنى يكون لي غلام } يعني من أين يكون لي ولد ويقال إنما قال ذلك على وجه الدعاء للّه تعالى فقال يا رب من أين يكون لي ولد { وكانت إمرأتي عاقرا } من الولد { وقد بلغت من الكبر عتيا } يقول تحول العظم مني يابسا ومنه يقال قلب عات إذا كان قاسي القلب غير لين ويقال لكل شيء إنتهى فقد عتى ولم يكن زكريا شاكا في بشارة اللّه عز وجل ولكن أحب أن يعلم من أي وجه يكون قرأ حمزة وعاصم في رواية حفص والكسائي { عتيا } بكسر العين وكذلك { صليا } و { جثيا } { وبكيا } إلا أن عاصما خالفهما في { بكيا } وقرأ الباقون كلها بالضم وكان أبو عبيدة إختار الضم لأنه أفصح اللغتين وهي قراءة أبي رضي اللّه عنه

﴿ ٨