٥

قوله عز وجل { يا أيها الناس } يعني يا كفار مكة { إن كنتم في ريب } يعني في شك { من البعث } بعد الموت فانظروا إلى بدء خلقكم { فإنا خلقناكم من تراب } يعني من آدم عليه السلام وآدم من تراب { ثم من نطفة ثم من علقة } قيل إنما نقلناكم من حال إلى حال من خلقة إلى خلقة { ثم من مضغة } مثل قطعة كبد { مخلقة } أي تامة { وغير مخلقة } يعني غير تامة وهو السقط ويقال مصورة وغير مصورة { لنبين لكم } بدء خلقكم ويقال يخرج السقط من بطن أمه مصورا أو غير مصور { لنبين لكم } بدء خلقكم كيف نخلقكم في بطون أمهاتكم ويقال { لنبين لكم } في القرآن أنكم كنتم كذلك { ونقر في الأرحام ما نشاء } فلا يكون سقطا { إلى أجل مسمى } يعني إلى وقت خروجه من بطن أمه ويقال إلى وقت معلوم لتسعة أشهر { ثم نخرجكم طفلا } من بطون أمهاتكم أطفالا صغارا وقال القتبي لم يقل أطفالا لأنهم لم يخرجوا من أم واحدة ولكنه أخرجهم من أمهات شتى فكأنه قال يخرجكم طفلا طفلا

{ ثم لتبلغوا أشدكم } يعني ثمانية عشر سنة إلى ثلاثين سنة ويقال إلى ست وثلاثين سنة والأشد هو الكمال في القوة والخير { ومنكم من يتوفى } يعني من قبل أن يبلغ أشده { ومنكم من يرد إلى أرذل العمر } يعني أضعف العمر وهو الهرم ويقال يعني يرجع إلى أسفل العمر يعني يذهب عقله { لكيلا يعلم من بعد علم شيئا } يعني لكيلا يعقل بعد عقله الأول

ثم دلهم على إحيائه الموتى بإحيائه الأرض فقال تعالى { وترى الأرض هامدة } يعني ميتة يابسة جافة ذات تراب { فإذا أنزلنا عليها الماء } يعني المطر { إهتزت } يعني تحركت بالنبات كقوله عز وجل { فلما رآها تهتز } [ النمل : ١٠ ] يعني تتحرك ويقال { إهتزت } أي إستبشرت { وربت } يعني إنتفخت بالنبات وأصله من ربا يربو وهو الزيادة { وأنبتت من كل زوج } يعني من كل صنف من ألوان النبات { بهيج } أي حسنا يبهج به فدلهم للبعث بإحياء الأرض ليعتبروا ويعلموا بأن اللّه هو الحق وعبادته هي الحق وغيره من الآلهة باطل

﴿ ٥