١١

قوله عز وجل { ومن الناس من يعبد اللّه على حرف } أي على شك وعلى وجه الرياء ولا يريد به وجه اللّه تعالى ويقال على شك والعرب تقول أنت على حرف أي على شك ويقال { على حرف } بلسانه دون قلبه

وروي عن الحسن أنه قال { يعبد اللّه على حرف } أي على إيمان ظاهر وكفر باطن ويقال { على حرف } أي على إنتظار الرزق وهذه الآية مدنية نزلت في أناس من بني أسد أصابتهم شدة شديدة فاحتملوا العيال حتى قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأغلوا الأسعار بالمدينة

{ فإن أصابه خير إطمأن به } يعني إن أصابه سعة وغنيمة وخصب إطمأن به وقال نعم الدين دين محمد صلى اللّه عليه وسلم { وإن أصابته فتنة } أي بلية وضيق في المعيشة { إنقلب على وجهه } أي رجع إلى كفره الأول وقال بئس الدين دين محمد صلى اللّه عليه وسلم { خسر الدنيا والآخرة } أي غبن الدنيا والآخرة في الدنيا بذهاب ماله وفي الآخرة بذهاب ثوابه ويقال { خسر الدنيا والآخرة } لأنه لم يدرك ما طلب من المال وفي الآخرة بذهاب الجنة وروي عن حميد أنه كان يقرأ { خاسر } بالألف وقراءة العامة { خسر } بغير ألف { ذلك هو الخسران المبين } يعني الظاهر البين

﴿ ١١