٣٧

قوله عز وجل { وقوم نوح } يعني واذكر قوم نوح عليه السلام { لما كذبوا الرسل } يعني نوحا وحده كما قال { يا أيها الرسل } [ المؤمنون : ٥١ ] ولم يكن وقت هذا الخطاب إلا واحد فيجوز أن يذكر الجماعة ويراد به الواحد كما يذكر الواحد ويراد به الجماعة كقوله{ والعصر إن الإنسان لفي خسر } [ العصر : ١ ] وإنما أراد به الناس ألا ترى أنه إستثنى منه جماعة ويقال إن نوحا كان يدعو قومه إلى الإيمان به وبالأنبياء الذين بعده فلما كذبوه فقد كذبوا جميع الرسل فلهذا قال { لما كذبوا الرسل } { أغرقناهم وجعلناهم للناس آية } يعني عبرة لمن بعدهم { وأعتدنا للظالمين عذابا أليما } أي وجيعا

﴿ ٣٧