٢٣قوله عز وجل { ولما ورد ماء مدين } وكان مدين بن إبراهيم عليهما السلام وكانت البير تنسب إليه وكان ينسب الماء إليه وصار مدين إسم قبيلة { وجد عليه أمة من الناس يسقون } يعني وجد على الماء جماعة من الناس يسقون أنعامهم وأغنامهم ويقال هم أربعون رجلا ويقال عشرة رجال { ووجد من دونهم } يعني من دون الناس { إمرأتين تذودان } أي تطردان قال سعيد بن جبير يعني حابستان ويقال تحبسان غنمهما وقال القتبي { تذودان } أي تكفان غنمهما وحذف الغنم إختصارا ويقال كانتا تحبسان الغنم لكيلا تختلط بغيرها ويقال تحبسان الغنم لتصدر مواشي الناس وتسقيان بفضل الماء ومما فضل من أغنام الناس وهما إبنتا شعيب عليه السلام { قال ما خطبكما } يعني قال لهما موسى ما شأنكما ترعيان الغنم مع الرجال وما بالكما لا تسقيان مع الناس { قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء } قرأ أبو عمرو وإبن عامر { يصدر } بنصب الياء وضم الدال وقرأ الباقون { يصدر } بضم الياء وكسر الدال فمن قرأ بالنصب فهو من صدر يصدر إذا رجع من الماء ومعناه لا نسقي حتى يرجع الرعاء عن الماء ونسقي بفضلهم لأنا لا نقدر أن نستقي وأن نزاحم الرجال وإذا صدروا سقينا من فضل مواشيهم ومن قرأ { يصدر } بالضم فهو من أصدر يصدر والمعنى حتى يصدر الرعاة أغنامهم { وأبونا شيخ كبير } لم يقدر على الخروج وليس له عون يعينه غيرنا فرجع الرعاة ووضعوا صخرة على البئر فانتهى موسى إلى البئر وقد أطبقت عليها الصخرة فاقتلعها ثم سقى لهما حتى أروتا أغنامهما وقال في رواية الكلبي كان للبئر دلو يجتمع عليه أربعون رجلا حتى يخرجوه من البئر فأتى موسى أهل الماشية فسألهم أن يهيئوا له دلوا من الماء فقالوا إن شئت أعطيناك الدلو على أن تسقي أنت فقال نعم فأخذ موسى عليه السلام الدلو فسقى بها وحده فصب في الحوض ثم قربتا غنمهما فشربت فذلك |
﴿ ٢٣ ﴾