١٠

قوله عز وجل { ومن الناس من يقول آمنا باللّه } نزلت في عياش بن أبي ربيعة هاجر إلى المدينة قبل قدوم النبي صلى اللّه عليه وسلم إليها فجزعت أمه جزعا شديدا فقالت لأخويه أبي جهل بن هشام والحارث بن هشام وهما أخواه لأمه وأبناء عمه فخرجوا في طلبه فظفروا به وقالوا له إن بر الوالدة واجب عليك فعليك أن ترجع فتبرها فإنها حلفت أن لا تأكل ولا تشرب وأنت أحب الأولاد إليها فلم يزالوا به حتى تابعهم فجاؤوا به إلى أمه فعمدت أمه فقيدته وقالت واللّه لا أحلك من وثاقك حتى تكفر بمحمد وضربوه حتى رجع إلى دينهم فنزل { ومن الناس من يقول آمنا باللّه } { فإذا أوذي في اللّه } يعني عذب في دين اللّه عز وجل { جعل فتنة الناس } يعني عذاب إخوته في الدنيا { كعذاب اللّه } في الآخرة ويقال نزلت في قوم من المسلمين أخذوهم إلى مكة وعذبوهم حتى إرتدوا فنزل { من الناس من يقول آمنا باللّه فإذا أوذي في اللّه جعل فتنة الناس كعذاب اللّه } يعني جزع من ذلك كما يجزع من عذاب اللّه فينبغي

للمسلم أن يصبر على أذاه في اللّه وصارت الآية تنبيها لجميع المسلمين ليصبروا على ما أصابهم في اللّه عز وجل

ثم قال { ولئن جاء نصر من ربك } يعني لو يجيء نصر من اللّه عز وجل بظهور الإسلام والغلبة على العدو بمكة وغيرها { ليقولن إنا كنا معكم } أي على دينكم { أوليس اللّه بأعلم } يعني أوليس اللّه عليم { بما في صدور العالمين } من التصديق والتكذيب { أعلم } بمعنى عليم يعني هو عليم بما في قلوب الخلق ويقال معناه هو أعلم بما في صدورهم منهم أي بما في صدور أنفسهم

﴿ ١٠