٢٩ثم قال { أئنكم لتأتون الرجال } واتفقوا في هذا الحرف على لفظ الإستفهام واختلفوا في الأول فقرأ الذين سميناهم على وجه الإخبار عنهم إنكم تفعلون وتكون على وجه التعيير وقرأ الباقون الأول على وجه الإستفهام فيكون اللفظ لفظ الإستفهام والمعنى فيه التوبيخ والتقريع ثم قال { وتقطعون السبيل } يعني تعترضون الطريق لمن مر بكم بعملكم الخبيث ويقال { وتقطعون السبيل } يعني تأخذون أموالهم كانوا يفعلون ذلك لكيلا يدخلوا في بلدهم ويتناولوا من ثمارهم ويقال { تقطعون السبيل } يعني النسل { وتأتون في ناديكم المنكر } يعني تعملون في مجالسكم المنكر وقال بعضهم يعني به اللواطة كانوا يفعلون ذلك في المجالس بالعلانية ويقال أراد به المعاصي وهي الرمي بالبندق والصفير والحذف ومضغ العلك وحل إزار القباء واللعب بالحمام وشرب الخمر وضرب العود والمزامير وغير ذلك من المعاصي وروت أم هانىء عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في قوله { وتأتون في ناديكم المنكر } قال كانوا يحذفون أهل الطريق ويسخرون منهم { فما كان جواب قومه إلا أن قالوا إئتنا بعذاب اللّه إن كنت من الصادقين } بالعذاب وإن العذاب نازل بنا |
﴿ ٢٩ ﴾