٥٨

ثم قال عز وجل { والذين آمنوا وعملوا الصالحات } يعني صدقوا باللّه ورسوله { وعملوا الصالحات } يعني الطاعات وهاجروا فسمى الهجرة من الأعمال الصالحة لأنها كانت فريضة في تلك الأوقات { لنبوئنهم } يعني لننزلنهم ولنسكننهم { من الجنة غرفا } يعني غرفا من الجنة قرأ حمزة والكسائي { لنثوينهم } بالثاء وقرأ الباقون { لنبوئنهم } بالياء فمن قرأ بالثاء فهو من ثويت بالمكان يعني أقمت به كقوله { وما كنت ثاويا في أهل مدين } [ القصص : ٤٥ ] ومن قرأ بالباء يعني لننزلنهم وذكر عن الفراء أنه قال كلاهما واحد بوأته منزلا أي أنزلته وأثويته منزلا يعني أنزلته سواء كقوله { وما كنت ثاويا }

ثم قال { تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين } يعني ثوابهم ثواب الموحدين

﴿ ٥٨