٩

 فقال عز وجل { أَفَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مّنَ ٱلسَّمَاء وَٱلأَرْضِ} لأن الإنسان حيثما نظر رأى السماء والأرض

قال قتادة إن نظرت عن يمينك أو عن شمالك أو بين يديك أو من خلفك رأيت السماء والأرض { إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ ٱلأَرْضَ} يعني: تغور بهم وتبتلعهم الأرض { أو نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مّنَ ٱلسَّمَاء} يعني: جانباً من السماء قرأ حمزة والكسائي {إن نشأ نخسف} أو يسقط، الثلاثة كلها بالياء وقرأ الباقون كلها بالنون فمن قرأ بالياء فمعناه إن يشأ اللّه ومن قرأ بالنون فهو على معنى الإضافة إلى نفسه

ثم قال عز وجل: { إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً} يعني: لعبرة { لّكُلّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} يعني: مقبل إلى طاعة اللّه عز وجل ويقال مخلص القلب بالتوحيد ويقال مشتاق إلى ربه ويقال { أَفَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} يعني: أفلم يعلموا أن اللّه خالقهم وخالق السماوات والأرض وهو قادر على أن يخسف بهم إن لم يوحدوا { إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً} أي لعلامة لوحدانيتي.

﴿ ٩