١٠

قوله عز وجل: { وَلَقَدْ ءاتَيْنَا دَاوُدُ مِنَّا فَضْلاً} يعني: أعطيناه النبوة والملك { يٰجِبَالُ أَوِّبِى مَعَهُ} يعني: سبحي مع داود، وأصله في اللغة من الرجوع وإنما سمي التسبيح إياباً لأن المسبح مرة بعد مرة

وقال القتبي: أصله التأويب من السير وهو أن يسير النهار كله كأنه أراد أوبي النهار كله بالتسبيح إلى الليل ثم قال { وَٱلطَّيْرَ} وقرىء في الشاذ والطيرُ بالضم، وقراءة العامة بالنصب، فمن قرأ بالضم فهو على وجهين: أحدهما أن يكون نسقاً على أوبي والمعنى يا جبال ارجعي بالتسبيح معه أنت والطير ويجوز أن يكون مرفوعاً على النداء والمعنى أيها الجبال وأيها الطير، ومن قرأ بالنصب فلثلاث معانٍ أحدها لنزع الخافض ومعناه أوبي معه ومع الطير والثاني أنه عطف على قوله { وَلَقَدْ ءاتَيْنَا دَاوُدُ مِنَّا فَضْلاً} وآتيناه الطير يعني: وسخرنا له الطير والثالث أن النداء إذا كان على أثره إسم فكان الأول بغير الألف واللام والثاني بالألف واللام فإنه في الثاني بالخيار إن شاء نصبه وإن شاء رفعه والنصب أكثر كما قال الشاعر

ألاَ يَا زَيْدُ والضَّحَّاكَ سِيْرَا   فَقَدْ جَاوَزْتُمَا خَمرَ الطَّرِيقِ

ورفع زيداً لأنه نداء مفرد ونصب الضحاك بإدخال الألف واللام ثم قال عز وجل { وَأَلَنَّا لَهُ ٱلْحَدِيدَ} يعني: جعلنا له الحديد مثل العجين

﴿ ١٠